أعلن نادي برشلونة رسميًا عن منح الرقم 10 للاعب الشاب لامين يامال، تزامنًا مع تجديد عقده حتى عام 2031. الخطوة لم تمر مرور الكرام، إذ إن الرقم يحمل دلالات تاريخية كبيرة، ارتبطت بأسماء أسطورية مثل ليونيل ميسي، رونالدينيو، ومارادونا. قرار النادي بمنح الرقم ليامال لم يكن مفاجئًا تمامًا لجماهير البلوغرانا، خاصة أن اللاعب بات عنصرًا رئيسيًا في تشكيلة الفريق، ورمزًا لمشروع برشلونة الجديد القائم على المواهب الشابة. ومع ذلك، يبقى للرقم 10 مكانة خاصة في الذاكرة الكتالونية، ما جعل هذا الإعلان محط اهتمام واسع.
الرقم الذي ظل شاغرًا بعد رحيل أنسو فاتي إلى الدوري الإنجليزي، أصبح اليوم في حوزة لاعب يبلغ من العمر 18 عامًا فقط، يتمتع بنضج فني ونفسي لافت. الإدارة والمدرب يرون فيه الشخصية المناسبة لحمل هذا الإرث، ليس فقط من حيث الأداء، بل من حيث التوازن والهدوء الذي يظهره داخل وخارج الملعب. وجاء توقيت القرار متزامنًا مع تجديد عقده طويل الأمد، في خطوة تحمل رسالة واضحة مفادها أن برشلونة يبني مستقبله على ركائز جديدة.
لمزيد من أخبار اخبار برشلونة اضغط هنا
رد فعل يامال بعد حصوله على الرقم يعكس وعيًا لافتًا. إذ قال: “ميسي صنع طريقه الخاص، وأنا سأصنع طريقي. الرقم 10 جاء من أنسو فاتي، وسأحاول إسعاد كل مشجعي برشلونة، سواء في الملعب أو خلف الشاشات.” هذا التصريح قُرئ على نطاق واسع كبيان استقلالية، لا يسعى من خلاله اللاعب لمنافسة أساطير النادي، بل لصنع مساره الخاص ضمن مشروع جماعي واضح. الجماهير بدورها استقبلت تصريحه بإيجابية، معتبرة أن طريقة تعاطيه مع الموقف تدل على شخصية متزنة لا تبحث عن الأضواء السريعة.
اللافت أن الأرقام تدعم القرار. يامال شارك في أكثر من 35 مباراة مع الفريق الأول خلال الموسم الماضي، سجل أهدافًا حاسمة، وأسهم في صناعة اللعب بفعالية. أداؤه لم يكن محليًا فقط، بل امتد مع منتخب إسبانيا في بطولة يورو 2024، حيث أثبت نفسه ضمن النخبة الأوروبية، ما رفع من قيمته السوقية وأكد مكانته كلاعب مؤثر رغم صغر سنه. تمديد عقده حتى 2031 يؤكد أن النادي يرى فيه مشروع نجم طويل الأمد، وليس مجرد موهبة عابرة.
وفي الوقت الذي لا تزال فيه المقارنات مع ميسي تطغى على الساحة، فإن منح الرقم 10 ليامال يأتي ضمن فلسفة مختلفة، ترتكز على العمل الجماعي وتوزيع الأدوار، بعيدًا عن الاعتماد على نجم واحد كما كان في الماضي. إدارة برشلونة ومدرب الفريق يدركون أن المرحلة الحالية تتطلب لاعبين يتحملون المسؤولية بشكل مشترك، وهذا ما يجعل يامال في موقع مثالي للنجاح ضمن هذه المنظومة الجديدة.
الرقم 10 سيظل محاطًا بالرمزية، لكنه في يد يامال اليوم يفتح صفحة جديدة من التاريخ، قد لا تكون مطابقة لما سبق، لكنها تملك فرصة لتقديم سردية مختلفة. ولعل السؤال لم يعد يدور حول ما إذا كان يامال سيكون “ميسي الجديد”، بل حول ما إذا كان سيتمكن من إعادة تعريف الرقم 10 على طريقته الخاصة، وبما يتوافق مع روح المشروع الجديد في برشلونة.