منذ الأيام الأولى لتوليه المهمة الفنية، شدد المدرب الألماني هانسي فليك على مبدأ واضح لا يقبل التفاوض: الفريق الجديد يجب أن يضم فقط لاعبين قادرين على المنافسة بأعلى مستوى من الجاهزية، بدنيًا وذهنيًا، دون النظر إلى الأسماء أو التاريخ الشخصي.
ومع قائمة موسعة ضمت 36 لاعبًا في فترة ما قبل الموسم، بدأ فليك سريعًا في عملية الفرز الفني، واضعًا معايير صارمة لاختياراته. قرارات فنية تم اتخاذها بعيدًا عن العواطف، حتى وإن كانت تمس لاعبين سبق اعتبارهم من “جواهر” النادي.
لمزيد من أخبار اخبار برشلونة اضغط هنا
أحد أبرز الأمثلة على تلك المعايير الصارمة تجسدت في أنسو فاتي، الجناح الشاب الذي كان يُنظر إليه ذات يوم كمستقبل الهجوم الكتالوني.
لكن بالنسبة لفليك، لم يكن الاسم كافيًا. المردود البدني والذهني للاعب لم يرقَ إلى مستوى طموحات الجهاز الفني، والغياب المتكرر بسبب الإصابات، إلى جانب التراجع في الأداء، جعل من الصعب الاعتماد عليه في مشروع الموسم الجديد.
رغم محاولاته في التمارين، لم يُظهر فاتي التطور المطلوب، وهو ما دفع الإدارة – بناءً على توصية فنية مباشرة – لإتمام صفقة إعارة إلى نادي موناكو الفرنسي حتى عام 2026، مع خيار شراء غير ملزم.
صفقة الإعارة كانت تهدف إلى منحه فرصة لإعادة اكتشاف نفسه خارج أسوار الكامب نو، لكن الأمور لم تمضِ كما هو مأمول.
لم يشارك فاتي ولو لدقيقة واحدة في المباريات التحضيرية للموسم، وآخرها ضد تورينو، حيث تم استبعاده تمامًا من القائمة، مما أثار تساؤلات جديدة حول مستقبله القريب.
المدرب أدولف هوتر في موناكو، أكد بشكل واضح أن اللاعب غير جاهز بدنيًا، ويخضع لخطة تأهيل طويلة المدى، مما يُشير إلى استمرار القلق بشأن جاهزيته للعودة إلى المستوى التنافسي المطلوب.
رغم فشل الإعارة حتى الآن، لا يبدو أن برشلونة يفكر في فسخ الاتفاق، لكن في الوقت ذاته، لا توجد عروض رسمية لشراء فاتي، ويُشكل راتبه المرتفع الذي يُقدّر بـ12 مليون يورو سنويًا عائقًا كبيرًا أمام أي انتقال محتمل.
من جهته، يبقى فليك مقتنعًا تمامًا بقراره، ويؤمن أن رحيل فاتي – ولو مؤقتًا – كان الخيار الأفضل للفريق وللاعب على حد سواء.
أما مستقبل فاتي، فبات غامضًا أكثر من أي وقت مضى، وربما يتطلب أكثر من مجرد موهبة لاستعادته من جديد إلى الصورة.