ريال مدريد يواجه تحديًا صامتًا يكاد لا يراه الجمهور، لكنه واضح تمامًا للعيان داخل أسوار البرنابيو. البطل في هذه القصة ليس لاعبًا عاديًا، بل موهبة شابة كانت تُعد المستقبل الواعد للهجوم الملكي. وُعدنا بالنجومية، بالموهبة الخام، بالاستثمار الاستراتيجي… لكن الواقع كان أكثر قسوةً مما توقعه الجميع.
إندريك، النجم البرازيلي الصاعد، وجد نفسه بعيدًا عن الضوء. سنوات التوقعات العالية والتطلعات الكبيرة لم تُترجم إلى دقائق لعب حقيقية. حتى المدربون الأكثر ثقة بالمواهب، بدءًا من كارلو أنشيلوتي، لاحظوا أن اللاعب يفتقر إلى النضج والهدوء والرصانة التي تتطلبها أجواء ريال مدريد. لم يُصرح بذلك علنًا، لكن كل إشارة في الملعب كانت واضحة: إندريك ليس جاهزًا بعد.
مع وصول تشابي ألونسو، توقع البعض أن الأمور ستتغير، وأن اللاعب الشاب سيحظى بفرصته ليُظهر قدراته. لكن الواقع كان مؤلمًا مرة أخرى: لم يتحسن مستواه، بل تراجع. دقائق اللعب القليلة التي حصل عليها هذا الموسم كانت رمزية أكثر منها عملية، مثل دقائق معدودة ضد فالنسيا أو مباراة مانشستر سيتي التي جاءت اضطرارية بسبب غياب اللاعبين الأساسيين.
حتى عندما لعب، لم يحدث أي تأثير يذكر. الركض، المحاولات، التسديدات… كل شيء لم يكن كافيًا ليترك بصمته على المباريات الكبرى. تشابي ألونسو يرى ذلك بوضوح ويُدرك أن اللاعب بحاجة إلى دقائق لعب منتظمة لن يحصل عليها في البرنابيو، لا الآن، ولا مع عودة النجوم الأساسيين.
الإحباط يتزايد، واللاعب يشعر بضغط هائل. كل جهوده تبدو غير كافية أمام معايير ريال مدريد الصارمة. ولهذا السبب، بدأ الخيار الأكثر منطقية يلوح في الأفق: إعارته خلال يناير. ليس للبيع، ولا للتخلي عنه، بل لإتاحة الفرصة له للتطور خارج الأضواء، ليعود أقوى وأكثر استعدادًا للمستقبل، وربما للمشاركة في كأس العالم 2026 كلاعب متكامل.
كل شيء الآن مرتبط بمستقبل تشابي ألونسو. إذا استمر، سيكون إندريك خارج خطط البرنابيو مؤقتًا. وإذا تغيّر المدرب، فالقرار سيكون بيد الإدارة الجديدة. النتيجة واضحة: التحدي الحقيقي لم ينته بعد، وإندريك يحتاج إلى فرصة ليبرهن أن الوعد الذي حمله منذ البداية ليس مجرد حلم.







