رغم الانتصارات الأخيرة، لا تزال الشكوك تحاصر ريال مدريد من كل اتجاه. النتائج جاءت هشة، والأداء لم يقنع الجماهير ولا الإدارة، خاصة مع تحقيق الفوز بصعوبة أمام منافسين يُفترض أنهم أقل مستوى بكثير، ما أعاد القلق إلى أروقة سانتياغو برنابيو.
في أكثر من مباراة، احتاج الفريق للحظات متأخرة لحسم المواجهات، بينما بدا العجز واضحًا حتى أمام خصوم متواضعين. الأخطر أن تشابي ألونسو اعتمد على تشكيلة تضم عددًا كبيرًا من الأساسيين، دون أن ينعكس ذلك على الصورة داخل الملعب، ما عزز الشعور بأن الأزمة لم تنتهِ بعد.
مواضيع ذات صلة
ومع اقتراب المواجهة المرتقبة أمام إشبيلية، تؤكد مصادر مقربة من النادي أن الصبر داخل الإدارة بلغ حدّه الأقصى. أي تعثر جديد قد يكون كافيًا لإنهاء مهمة المدرب الباسكي بشكل فوري، في ظل قناعة متزايدة بأن الفريق لا يسير في الاتجاه الصحيح.
في الكواليس، لم ينتظر فلورنتينو بيريز طويلًا. الرئيس بدأ بالفعل دراسة البدائل، ووفق ما كشفت عنه تقارير إسبانية، فإن اسمين يتصدران القائمة المختصرة لخلافة تشابي ألونسو بشكل مؤقت.
الاسم الأول هو ألفارو أربيلوا، مدرب فريق كاستيا، والذي يحظى بتقدير كبير داخل النادي. أربيلوا صنع تاريخًا لافتًا مع فريق الشباب (Juvenil A)، محققًا ثلاثية محلية مميزة، كما يقدّم عملًا قويًا مع الفريق الرديف، الذي ينافس على مراكز متقدمة ويقترب من تحقيق هدف الصعود. ورغم قلة خبرته مع الفريق الأول، ترى الإدارة أنه يمتلك شخصية قيادية وقدرة على فرض الانضباط سريعًا.
أما الخيار الثاني فهو سانتياغو سولاري، الاسم المعروف داخل أروقة النادي. سولاري يتمتع بثقة فلورنتينو بيريز، وسبق له قيادة الفريق الأول في تجربة سابقة عقب رحيل جولين لوبيتيغي. ورغم أن تجربته لم تُكتب لها الاستمرارية آنذاك، إلا أن الإدارة تعتبره خيارًا آمنًا وقادرًا على إدارة المرحلة الانتقالية دون هزات كبيرة.
ريال مدريد يقف أمام مفترق طرق حاسم. مباراة واحدة قد تُحدد مصير الجهاز الفني بالكامل، بينما تبقى أسماء أربيلوا وسولاري حاضرة بقوة في الكواليس، انتظارًا لإشارة البدء. البرنابيو لا ينتظر طويلًا… والقرار بات أقرب من أي وقت مضى.
