رغم الانتصار الذي حققه الفريق أمام الغريم التقليدي، بدأت الكواليس داخل النادي الأهلي تشهد تحركات إدارية هادئة لكن محسوبة بدقة، قد تُحدث تحولًا كبيرًا في المرحلة المقبلة.
ففي الوقت الذي اعتقد فيه البعض أن الفوز على الزمالك سيُبقي الأمور على حالها، جاءت المؤشرات من داخل النادي مغايرة تمامًا… وبدأت مرحلة جديدة من إعادة التقييم الفني والإداري، خاصة مع قرب دخول الأهلي في منافسات قارية حاسمة.
وفقًا لمصادر موثوقة، ناقش مجلس إدارة الأهلي بقيادة الكابتن محمود الخطيب عدة قرارات مصيرية عقب القمة مباشرة، وعلى رأسها التحرك السريع للتعاقد مع مدير فني أجنبي جديد، وذلك لتولي قيادة الفريق خلال الفترة القادمة.
القرار لم يكن عاطفيًا بقدر ما كان نتاج تقييم دقيق لأداء اللاعبين، خاصة في المواجهات الكبرى، حيث لوحظ وجود فترات من الارتباك التكتيكي والتراجع البدني، وهو ما قد يُكلّف الفريق كثيرًا في البطولات القادمة.
المصادر أكدت أن الإعلان الرسمي عن هوية المدرب الجديد بات مسألة وقت، وقد يتم خلال ساعات، في ظل قناعة الإدارة بأن المرحلة المقبلة تتطلب شخصية فنية قوية قادرة على إعادة الانضباط للفريق.
وفي تطور موازٍ، كشفت ذات المصادر أن محمود الخطيب اتخذ قرارًا استراتيجيًا بخصوص مستقبل النجم حسين الشحات، الذي تألق بشكل لافت في القمة الأخيرة أمام الزمالك.
الإدارة، وبعد مشاورات مع لجنة التخطيط، اتجهت لتجديد عقد اللاعب لمدة موسم أو موسمين إضافيين، في خطوة وُصفت داخليًا بأنها “قرار استباقي لحماية أحد أهم الأصول الفنية للفريق”.
الشحات كان قد تلقى في الفترة الماضية عدة عروض، أبرزها من أندية في ليبيا وأخرى خليجية، ما أثار تساؤلات حول إمكانية رحيله مع نهاية الموسم.
لكن أداءه الحاسم في القمة، حيث سجل هدفًا وصنع الفارق، أعاد ترتيب الأوراق داخل الأهلي، ورفع من أسهمه مجددًا لدى الإدارة، التي ترى أنه لاعب يملك القدرة على الحسم تحت الضغط الجماهيري وفي اللحظات الحرجة.
بهذه القرارات، يبدو أن الأهلي يُعيد بناء خطوطه الفنية والإدارية استعدادًا للمرحلة القادمة، حيث الاستحقاقات القارية ستكون بمثابة الاختبار الحقيقي لأي منظومة فنية جديدة.
التحركات السريعة من الإدارة تُشير إلى رغبة واضحة في ضبط إيقاع الفريق مبكرًا، وعدم ترك الأمور للمصادفة أو الانفعالات، وهي إشارة واضحة بأن النادي لا يكتفي بنتائج المباريات فقط… بل يبحث عن استقرار طويل الأمد.