يبدو أن برشلونة يملك بين صفوفه أحد ألمع مواهب الكرة العالمية، لكن رغم كل ما يُقال عن قدراته الفنية الفريدة، بدأ القلق يتسلل داخل أروقة النادي بشأن أحد الجوانب غير المتوقعة في مسيرة لامين يامال.
في المواجهة الماضية أمام باريس سان جيرمان بدوري أبطال أوروبا، كشفت المباراة جانبًا آخر من شخصية النجم الشاب، بعيدًا عن مهاراته ومراوغاته. هانسي فليك لاحظ أمرًا مثيرًا للقلق: عدم قدرة يامال على إدارة طاقته بشكل متوازن خلال المباريات الكبرى.
فمنذ الدقيقة 75، بدا لامين غير قادر على الاستمرار بدنيًا. فقد تراجعت حركته تمامًا، واكتفى بتمريرات قصيرة من دون أي مجهود هجومي أو دفاعي يُذكر. هذا الإرهاق المبكر جعل الفريق يفقد أحد أهم مصادره في الثلث الأخير من اللقاء، وهو ما أثّر على مجمل الأداء الهجومي للبلوغرانا.
ووفقًا لما أشارت إليه تقارير مقربة من النادي، فإن لامين يامال كان قد أظهر علامات التعب بالفعل قبل الدقيقة 60، ما يعني أنه استهلك طاقته خلال الشوط الأول بطريقة أضعفت حضوره لاحقًا، رغم أنه كان اللاعب الأكثر خطورة.
والمثير أن هذا التراجع البدني لا يعكس ما قدمه نفس اللاعب في مباريات سابقة، مثل مواجهة إنتر ميلان العام الماضي، عندما حافظ على مستواه العالي حتى الأوقات الإضافية، ونجح في صناعة الفارق حين كان الفريق في أمسّ الحاجة إليه.
في الوقت الحالي، تعتبر هذه أحد أبرز التحديات التي يسعى فليك لحلها داخل الفريق. فرغم اقتناعه الكبير بإمكانات لامين، إلا أن الجهاز الفني يدرك أن تحسين اللياقة البدنية وتحمل الضغط طوال 90 دقيقة سيكون مفتاحًا لحسم مواجهات مصيرية قادمة في دوري الأبطال والدوري المحلي.
برشلونة يعوّل كثيرًا على نجمه الشاب، لكن في ظل هذا العجز البدني المتكرر، قد يجد فليك نفسه مجبرًا على إدارة دقائق اللاعب بحذر، إلى حين الوصول لحل جذري يُمكّن يامال من تقديم أفضل ما لديه حتى صافرة النهاية.