في أروقة نادي برشلونة، يبدو أن القرار قد اتُّخذ بالفعل، بعيدًا عن الكاميرات والتصريحات الرسمية. الحديث لم يعد عن الأداء فقط، بل عن نهاية حتمية اقتربت أكثر من أي وقت مضى، تخص اسمًا من العيار الثقيل في عالم كرة القدم.
مصادر مقربة من إدارة النادي أكدت أن هناك اتفاقًا داخليًا مع المدير الرياضي ديكو على أن روبرت ليفاندوفسكي لن يستمر في صفوف الفريق بعد نهاية الموسم الجاري. القرار محسوم، والنادي لا ينوي تقديم أي عقد جديد للمهاجم البولندي.
تراجع فني وعبء مالي لا يمكن تحمّله
السبب؟ لا يعود فقط إلى التقدّم في السن أو الأداء المتذبذب، بل إلى ملف مالي معقّد بات يشكّل عبئًا واضحًا على الهيكل الاقتصادي للنادي. راتب ليفاندوفسكي يُعد من الأعلى في الفريق، وهو ما لم يعد مقبولًا أمام مساهمته المحدودة، بحسب تقييم الإدارة الفنية.
كما أن أسلوب لعبه لم يعد يتوافق مع فلسفة المدرب هانسي فليك، الذي لم يُخفِ تحفظه على قلة الضغط من المهاجم وضعف تحركاته بعيدًا عن الكرة. وتشير التقارير إلى أن برشلونة يفضّل تقليص دقائق لعبه تدريجيًا هذا الموسم، تمهيدًا لرحيله في الصيف.
قوانين الليغا تفرض قرارًا لا رجعة فيه
الوضع المالي المتأزم داخل النادي، إلى جانب قيود اللعب المالي النظيف المفروضة من رابطة الدوري الإسباني، لعبا دورًا محوريًا في هذا القرار. حتى في ظل استعداد ليفاندوفسكي لتخفيض راتبه، فإن تعديله دون تغيير جذري في العقد الحالي غير ممكن قانونيًا، وهو ما يرفضه النادي تمامًا.
ليفاندوفسكي يرحل.. وعيون برشلونة تتجه نحو المستقبل
رغم تمسك ليفاندوفسكي بفكرة البقاء حتى نهاية عقده، إلا أن الإدارة أبلغته بالفعل بأن الصيف المقبل سيكون نهاية العلاقة. ويُخطط النادي لاستخدام جزء من ميزانية الرواتب في استقدام مهاجمين شباب من الدوري الألماني، بما يتماشى مع سياسة البناء المستقبلي التي يتبناها ديكو.
هكذا تُطوى صفحة نجم كبير في تاريخ برشلونة الحديث، بعدما كان “لا يُمس” قبل أن تتغلب براغماتية الإدارة على أي عاطفة.