بدأت المؤشرات تظهر مبكرًا هذا الموسم، لكن لم يكن أحد يتوقع أن تتحول إلى أزمة حقيقية تهدد استقرار الخط الخلفي لفريق برشلونة. ما كان يُعتقد أنه مجرد “رحيل عابر” أصبح اليوم مصدر قلق داخل الجهاز الفني، بل وفي غرفة الملابس نفسها.
علامات الاستفهام بدأت في الظهور بعد عدة مباريات متذبذبة دفاعيًا، وتراجع الأداء في بعض المواقف التي كانت محسومة سابقًا. ومع تعدد التجارب التكتيكية في الخط الخلفي، بدا واضحًا أن هناك فراغًا لم يُملأ بعد، وأن شخصية قيادية كانت تمثل حجر الأساس في الدفاع قد اختفت فجأة… لكن من هو هذا اللاعب؟
إنه إينييغو مارتينيز، الذي غادر النادي الصيف الماضي متجهًا إلى نادي النصر، تاركًا وراءه موسمين فقط بقميص برشلونة، كانا كافيين ليكسب احترام الجميع دون ضجيج.
اليوم، بعد رحيله، يتفق اللاعبون الشباب والمخضرمون على شيء واحد: غيابه لم يكن عاديًا.
اللافت أن بيدري عبّر عن هذا التأثير في جلسات خاصة داخل النادي، مؤكدًا أن “الفريق فقد صوتًا يُوجّه ويُصحح في اللحظات الحرجة”، بينما اعترف باو كوبارسي بأنه شعر بفارق كبير في التنظيم الدفاعي، خاصة عند اللعب في الجهة اليمنى بجوار إينييغو.
المدرب هانسي فليك حاول سد هذا الفراغ بتجارب مختلفة: بدايةً بالثنائي أراوخو وكوبارسي، ثم غارسيا وكريستنسن، لكن أياً منهم لم يمنح الفريق الصلابة التكتيكية والصوت القيادي الذي كان يقدمه قلب الدفاع الباسكي.
الأزمة لا تتعلق فقط بمركز قلب الدفاع، بل بشيء أعمق: غياب الشخصية داخل الخط الخلفي. في المباريات الصعبة، كما حدث ضد رايو فاليكانو أو فالنسيا، بدا الدفاع بلا قائد. لاعب قادر على التوجيه والضغط وتصحيح التمركز في اللحظات المعقدة.
ما يُثير الاهتمام هو أن إينييغو لم يكن نجمًا إعلاميًا، ولا صفقة ضخمة عند قدومه. بل واجه شكوكًا بسبب تاريخه مع الإصابات، لكنه تغلب عليها بثبات، وفرض نفسه بهدوء داخل الفريق، حتى بات عنصرًا لا غنى عنه وقت توفره.
والآن، ومع بدء الموسم الجديد، يتضح ما لم يكن يبدو واضحًا في البداية: برشلونة فقد أكثر من مجرد لاعب. فقد أحد أهم عناصر الاستقرار الدفاعي، وسيكون على فليك الآن أن يجد طريقة جديدة لإعادة الصلابة إلى فريق يُنافس على كل البطولات