في وقت كان فيه التركيز منصبًا على الأسماء الثقيلة داخل غرفة ملابس برشلونة، برز اسم لم يكن في الحسبان، وأحدث انقلابًا في خيارات الجهاز الفني بقيادة هانسي فليك.
الأجواء داخل النادي الكتالوني بدأت تتغير تدريجيًا بعد بداية موسم متذبذبة، لكن ما لفت الأنظار لم يكن فقط النتائج، بل الأداء المفاجئ لأحد اللاعبين الذين استعادوا مستواهم بشكل لافت.
الحديث هنا عن فيران توريس، الذي تحوّل في ظرف أسابيع من مرشح للرحيل إلى أحد الأعمدة التي يراها النجوم في غرفة الملابس “ضرورية” لاستمرار الزخم الهجومي. اللاعب بدأ الموسم بتسجيل هدفين في أول ثلاث مباريات رسمية، وظهر بثقة وفعالية غير مسبوقة منذ انضمامه إلى الفريق.
أسماء ثقيلة مثل بيدري ولامين يامال عبّرت بوضوح عن دعمها الكامل لفيران، ليس فقط بسبب أهدافه، بل لطريقة لعبه التي تفتح المساحات وتُربك دفاعات الخصوم. اللاعب لا يكتفي بدور المهاجم، بل يتحرك بذكاء، يضغط، ويمنح زملاءه حلولًا هجومية متقدمة.
فليك أمام قرار مصيري
مع عودة روبرت ليفاندوفسكي من الإصابة، أصبح المدرب الألماني أمام معضلة حقيقية. النجم البولندي يعتبر الخيار الأول في مركز الهجوم، لكن لا يمكن تجاهل التألق المستمر لتوريس، ما يدفع فليك للتفكير في تعديل النظام التكتيكي.
الخطة قد تشمل إشراك توريس كمهاجم ثانٍ، أو إعادة توظيفه على الجناح الأيسر، أو منحه دورًا حرًا خلف المهاجم الصريح. وفي كل الحالات، فإن المدرب الألماني يُدرك أن أي قرار خاطئ قد يُؤثر على توازن الفريق الذي يسعى للعودة إلى سكة البطولات.
موسم لا يحتمل التراجع
فيران يدرك جيدًا حجم التحدي. ورغم المنافسة الشرسة مع أسماء مثل رافينيا وداني أولمو، فإنه حصل على دعم واضح من الجهاز الفني وزملائه. والآن، يبقى التحدي في الحفاظ على مستواه، خاصة في ظل جدول مزدحم ومسابقات تتطلب أعلى درجات الجاهزية الذهنية والبدنية.
في هذا السياق، يُجمع مراقبون أن برشلونة أمام مفترق طرق هجومي حقيقي، حيث لم يعد بإمكان فليك تجاهل لاعب يفرض نفسه بهذا الشكل المبكر… والمفاجئ.