في وقت بدا فيه أن المباراة تسير نحو طريق مسدود، جاء تغيير واحد فقط ليقلب كل الحسابات داخل الملعب… اللاعب الذي دخل في الشوط الثاني لم يُحدث فقط تغييرًا فنيًا، بل كشف عن معادلة لا يمكن تجاهلها في مشروع برشلونة الجديد.
ففي مواجهة أوفييدو الأخيرة، بدا واضحًا أن بيدري لم يكن في أفضل حالاته خلال الشوط الأول، لكن ما إن دخل الهولندي فرينكي دي يونغ حتى تغيرت ملامح الفريق تمامًا.
التحول لم يكن فنيًا فقط، بل أظهر أن وجود دي يونغ يمنح بيدري حرية أكبر ومساحات أوسع، ما يضاعف من تأثيره في الثلث الأخير من الملعب، وهو ما لم يكن متاحًا قبل ذلك.
وبحسب مصادر داخل النادي، فإن المدرب هانسي فليك أصبح مقتنعًا بشكل متزايد بأن دي يونغ يمثل عنصرًا لا غنى عنه في تشكيلته، ليس فقط بسبب جودته في التمرير والتحكم، بل أيضًا لدوره المحوري في إعادة التوازن والتناغم لخط الوسط، وخصوصًا في ظل غياب جافي.
دي يونغ.. اللاعب الذي يُمكّن بيدري من التألق
من دون دي يونغ، يضطر بيدري للعودة إلى الخلف لاستلام الكرة، مما يحد من خطورته في المناطق المؤثرة. لكن مع وجود الهولندي، يظهر بيدري في أفضل نسخة هجومية له، ويستطيع الاقتراب أكثر من منطقة الجزاء وصناعة الفارق بتمريرات بينية وتسديدات مباغتة.
هذا التناغم اللافت لم يمر مرور الكرام على فليك، الذي بدأ يُبني مشروعه الفني في برشلونة حول ثنائي الوسط: بيدري ودي يونغ.
المدرب الألماني يرى أن تواجدهما معًا على أرض الملعب في المباريات الكبرى ليس خيارًا، بل ضرورة فنية ملحة لضمان الأداء الجماعي والاستمرارية.
رسالة واضحة قبل جدول مزدحم
مع دخول الفريق في مرحلة مضغوطة من الموسم، تتضح رؤية فليك أكثر من أي وقت مضى: بيدري يحتاج إلى دي يونغ، وبرشلونة لا يمكنه التفريط في هذا الثنائي.
مباراة أوفييدو كانت بمثابة تحذير مبكر، ورسالة ضمنية للجميع: من دون دي يونغ، يخسر برشلونة توازنه… ومن دون هذا التوازن، يخسر الكثير.