بينما كانت الأنظار موجهة نحو الأسماء الكبيرة في أوروبا، نجح أحد اللاعبين الصاعدين بهدوء في أن يفرض نفسه داخل معسكر “لا روخا”، ليثير جدلاً واسعًا حول مستقبله ويجذب اهتمام كبار القارة. موهبة دفاعية شابة، أظهرت نضجًا فنيًا غير معتاد لعمرها، وتمكنت في وقت قياسي من الدخول إلى حسابات المدرب لويس دي لا فوينتي، ليس كلاعب مكمل بل كأحد الأعمدة الرئيسية لمشروعه القادم.
اللاعب شارك لأول مرة مع المنتخب الإسباني في لحظة استثنائية، وتحديدًا في ربع نهائي دوري الأمم الأوروبية أمام المنتخب الذي ينتمي إليه بجواز سفره – هولندا. المفاجأة أنه لم يتردد في تمثيل إسبانيا، رغم جذوره الهولندية، وترك انطباعًا فوريًا جعله يحجز مكانًا شبه دائم في التشكيلة منذ ذلك اليوم.
حديثنا هنا عن دين هويسن، الذي بات أحد أكثر المدافعين المطلوبين في أوروبا، بعد تألقه اللافت مع بورنموث في الدوري الإنجليزي الممتاز. هذا الأداء المميز جعل اسمه على طاولة أكبر أندية القارة، ومن بينها برشلونة، الذي أبدى اهتمامًا بالغًا عبر رئيسه خوان لابورتا والمدير الرياضي ديكو، بل تم التواصل مع وكيله لاستكشاف فرص انتقاله إلى “كامب نو”.
لكن القصة أخذت منحى مفاجئًا، حين ظهر ريال مدريد في الصورة، وتقدّم بعرض رسمي تجاوز 60 مليون يورو لضمه، وهي خطوة لم يتردد اللاعب في قبولها. المفارقة الكبرى أن أحد أبرز العوامل التي دفعت هويسن لرفض برشلونة لم تكن فقط العرض المالي أو المشروع الرياضي، بل كانت نصيحة مباشرة من لويس دي لا فوينتي نفسه.
المدرب الإسباني، الذي يملك علاقة قوية باللاعب منذ أول ظهور له، كان له دور خفي في توجيه هويسن نحو ريال مدريد، حيث شعر أن اللاعب سيجد فرصة أكبر للنمو والاستمرارية، خاصة تحت قيادة تشابي ألونسو، الذي بات يراهن عليه كقائد مستقبلي لدفاع الفريق، بل ويراه البعض خليفةً لسيرجيو راموس في البرنابيو.
دين هويسن الآن يواصل تثبيت أقدامه في تشكيل الميرينغي، متفوقًا على أسماء بحجم روديغر وميليتاو، ومع كل مباراة، يزداد وضوح الرهان الكبير الذي قام به فلورنتينو بيريز.
ويبقى السؤال: هل خسر برشلونة مستقبل الدفاع الأوروبي؟ أم أن دي لا فوينتي يعرف تمامًا أين يجب أن تتطور مواهب “لا روخا”؟