تشهد أروقة النادي الأهلي حالة من الترقب وسط تحركات داخلية لم تُكشف ملامحها الكاملة بعد، بالتزامن مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، في ظل رغبة الإدارة في تدعيم الصفوف دون اللجوء إلى صفقات مرهقة ماليًا.
وفي الوقت الذي تسلط فيه الأنظار على تحركات الأهلي في الميركاتو، خرج تصريح إذاعي من شخصية بارزة فجر موجة من التساؤلات. الإعلامي أحمد شوبير، وعبر برنامجه على “أون سبورت إف إم”، كشف عن تواصل جرى بينه وبين المدير الفني لمنتخب مصر للناشئين تحت 17 عامًا، أحمد الكأس، حمل رسالة خاصة موجهة إلى القلعة الحمراء.
الكأس، وبثقة لافتة، طالب بمنح فرصة كاملة للاعب مهند الشامي، الظهير الأيسر الشاب في الأهلي، مؤكداً أن اللاعب لا يملك فقط قدرات فنية تؤهله لشغل الجبهة اليسرى، بل يمتلك أيضًا مرونة تكتيكية تسمح له بالمشاركة في مركز قلب الدفاع. المدرب يرى أن الاعتماد على الشامي سيكون أكثر جدوى من التفكير في إبرام صفقة جديدة في مركز الظهير الأيسر خلال يناير.
هذا التوجه يتقاطع مع مراقبة فنية دقيقة قام بها الدنماركي ييس توروب، المدير الفني الجديد للأهلي، الذي حرص على الحضور في مدرجات استاد القاهرة لمتابعة لقاء منتخب مصر أمام غينيا بيساو في ختام التصفيات الإفريقية المؤهلة لكأس العالم 2026. الزيارة لم تكن بروتوكولية، بل كانت لرصد أداء لاعبيه عن قرب قبل انطلاق مهمته الرسمية.
توروب، الذي جلس في المقصورة الرئيسية رفقة جهازه المعاون، سجل ملاحظات دقيقة، وأبدى إعجابًا كبيرًا بالمستوى الذي ظهر به محمد هاني، خاصة من حيث الصلابة الدفاعية والمساهمة الهجومية، واعتبره عنصرًا قادرًا على قيادة الجبهة اليمنى بامتياز في المرحلة المقبلة.
وفي السياق ذاته، علمت مصادر مطلعة داخل النادي أن المدرب الجديد أعطى الضوء الأخضر لإدارة الكرة لفتح ملف التجديدات، كأولوية لضمان الاستقرار الفني. وعلى إثر ذلك، تحركت الإدارة لحسم مستقبل ثلاثة لاعبين بارزين: حسين الشحات، محمد كوكا، وأحمد عبد القادر.
ومن المنتظر أن يعقد وليد صلاح الدين، مدير الكرة بالأهلي، جلسات حاسمة مع الثلاثي خلال الساعات المقبلة لتوقيع العقود الجديدة، خاصة أن عقودهم الحالية تنتهي بنهاية الموسم، مما يجعل الملف على رأس أولويات المرحلة الراهنة.
كل هذه التحركات تؤكد أن النادي الأهلي بصدد الدخول في مرحلة “إعادة الهيكلة الذكية”، والتي قد تغيّر ملامح الفريق دون الحاجة إلى تعاقدات صاخبة، بل بالاعتماد على اكتشاف المواهب داخليًا وتثبيت الاستقرار الفني قبل دخول معترك المنافسات الرسمية.