رغم فترة التوقف الدولي، إلا أن الأجواء في فالديبيباس لا تعرف الهدوء، حيث يعمل الجهاز الفني لريال مدريد بقيادة تشابي ألونسو على تحليل المرحلة الأولى من الموسم التي بدأت بنتائج إيجابية، أبرزها تصدر الفريق للدوري الإسباني متفوقًا على برشلونة وأتلتيكو مدريد.
لكن خلف هذا النجاح الظاهري، تظهر بوادر أزمة داخلية صامتة تتعلق بإدارة المجموعة، في ظل وفرة المواهب والصراع المتصاعد على المراكز الأساسية. مصادر مقربة من النادي كشفت أن الجهاز الفني بدأ يشعر بصعوبة “العدالة التامة” في توزيع الدقائق، وهو ما لمح إليه ألونسو بشكل غير مباشر في أكثر من مناسبة.
مواضيع ذات صلة
المدرب الباسكي تحدث بعد مباراة ريال أوفييدو الأخيرة قائلاً:
“لدينا أكثر من عشرين لاعبًا، وكل قرار يعتمد على الحالة البدنية، الخصم، والتكتيك المطلوب. البعض لم يحصل بعد على فرصته، لكنني واثق أنهم سيكونون جاهزين عندما نحتاجهم.”
هذا التصريح، الذي مرّ على البعض مرور الكرام، كان يحمل إشارة واضحة إلى حالة معينة أثارت اهتمام المتابعين والنقاد داخل النادي.
المقصود هنا هو فران غارسيا، الظهير الشاب الذي لفت الأنظار سابقًا بمستوياته الرائعة، خاصة خلال كأس العالم للأندية، حيث كان من أبرز البدلاء الذين نالوا إشادة تشابي ألونسو شخصيًا. ورغم ذلك، لم يخض فران أي دقيقة في الموسم الجديد حتى الآن، بسبب الاعتماد الكامل على ألفارو كاريراس في الجبهة اليسرى.
وبحسب مصادر إعلامية مقربة من غرفة الملابس، فإن ألونسو يعترف داخليًا بأن فران “لا يستحق التهميش”، بل يرى فيه لاعبًا مميزًا يمتلك القدرة على قلب المعادلة متى أُعطي الفرصة. وقد أكد بنفسه ذلك في مؤتمر صحفي بعد لقاء مايوركا:
“تحدثت معه. هو جاهز بدنيًا وذهنيًا، ويتدرب بجد. أشعر بالثقة في قدرته على تقديم الإضافة في الوقت المناسب.”
يبدو أن فران غارسيا لا يزال ينتظر لحظته، والمدرب يُدرك جيدًا أن تجاهله لفترة أطول قد يُشعل أزمة أكبر داخل الفريق، خاصة وأن عدداً من اللاعبين الذين لم يشاركوا بعد، مثل ألابا وأسينسيو، بدأوا يشعرون بثقل التهميش.
فهل تكون المباريات المقبلة بوابة فران نحو العودة، أم أن كاريراس سيواصل احتكار مركز الظهير الأيسر؟
الأيام القادمة ستكشف إن كانت وعود تشابي ألونسو ستتحقق، أم أن الصبر بدأ ينفد في صمت داخل أروقة فالديبيباس.
