رغم الأجواء التي توحي بالهدوء في العاصمة الإسبانية، يبدو أن ملفًا حساسًا للغاية بدأ يُشكل صداعًا غير متوقع داخل مكاتب “فالديبيباس”. ما بدا في البداية وكأنه إجراء روتيني لتمديد عقد أحد النجوم، تحوّل في غضون أيام قليلة إلى أزمة صامتة قد تُغير كثيرًا من شكل مشروع ريال مدريد الهجومي في المستقبل القريب.
التفاصيل الدقيقة التي خرجت مؤخرًا من داخل البيت الملكي تكشف عن مطالب غير معتادة واشتراطات مالية أربكت حسابات الإدارة الفنية والإدارية، لدرجة دفعت البعض داخل النادي للتفكير في اتخاذ قرار جريء وغير تقليدي تجاه نجم لم يكن مطروحًا على طاولة الرحيل سابقًا.
لمزيد من أخبار اخبار ريال مدريد اضغط هنا
بحسب ما نقلته إذاعة “كادينا سير” الإسبانية، فقد طلب فينيسيوس جونيور من إدارة ريال مدريد رفع راتبه بشكل يجعله على قدم المساواة مع الفرنسي كيليان مبابي، المتوقع وصوله إلى “سانتياغو برنابيو” في صفقة ضخمة هذا الصيف. هذا الشرط المفاجئ تسبب في تجميد مفاوضات التجديد، رغم أن عقد اللاعب البرازيلي يمتد حتى صيف 2027.
وأشارت التقارير إلى أن طلب فينيسيوس جاء في وقت حساس للغاية، خصوصًا أن مستواه في الموسم الماضي لم يكن مستقرًا بالشكل الكافي الذي يبرر المطالبة براتب “قياسي”. ووفقًا للمصدر، فإن إدارة النادي تفاجأت من الخطوة، معتبرة أن التوقيت والسياق لا يخدمان مصلحة اللاعب.
مع استمرار التوتر في المفاوضات، لا يستبعد النادي الملكي الاستماع إلى العروض الضخمة المقدمة للاعب، خاصة وأن خروجه قد يُعيد ترتيب أوراق الهجوم، ويفتح المجال لتحقيق حلم فلورنتينو بيريز في الجمع بين مبابي وإيرلينغ هالاند في خط هجومي خيالي يُعيد حقبة “الجالاكتيكوس” بحلة جديدة.
ومن المعروف أن هالاند لا يزال هدفًا رئيسيًا لإدارة مدريد، وفي حال تحرّرت الميزانية جزئيًا من راتب فينيسيوس، فإن التحرك لضمه سيكون أكثر واقعية على مستوى الشروط المالية والبنية التعاقدية.
تجدر الإشارة إلى أن المفاوضات كانت قد اقتربت من نهايتها قبل أن يطلب فينيسيوس إدراج بنود خاصة تضمن له أن يكون الأعلى أجرًا في الفريق إلى جانب مبابي، وهو ما رفضته الإدارة بشكل قاطع، مما أدى إلى توقف العملية برمتها مؤخرًا.
لا يزال اللاعب يُعتبر أحد الركائز الأساسية في المشروع الرياضي للريال، ولكن التطورات الأخيرة قد تُغير هذه النظرة، خصوصًا مع تعنّت اللاعب في مطالبه ورفضه المساومات المالية. الكرة الآن في ملعب الإدارة، التي باتت أمام مفترق طرق: إما الإبقاء على النجم الشاب بمقابل ضخم، أو فتح باب الرحيل إذا تمسّك بمطالبه.