في الوقت الذي تتجه فيه أنظار العالم إلى منافسات كأس الأمم الأفريقية، يعمل برشلونة بهدوء بعيدًا عن الأضواء، واضعًا البطولة تحت المجهر بحثًا عن فرص استثنائية قد تغيّر ملامح الفريق خلال المرحلة المقبلة. المتابعة دقيقة، والاختيارات محسوبة، والهدف لا يزال غير مُعلن بشكل مباشر.
منتخب واحد خطف الاهتمام بشكل لافت داخل مكاتب القرار في كامب نو، ليس فقط بسبب نتائجه، بل لما يملكه من مواهب قادرة على التأثير الفوري. الحديث هنا عن منتخب يضم أسماء من الطراز الرفيع، ويُصنف ضمن أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب، ما جعل أعين برشلونة تتجه نحوه دون تردد.
مواضيع ذات صلة
حتى منتصف المشهد، لم يكن الأمر أكثر من مراقبة وتحليل، لكن مع توالي المباريات، بدأت ملامح الخطة تتضح، وظهر اسمان تحديدًا فرضا نفسيهما بقوة على طاولة النقاش داخل الإدارة الرياضية.
التفاصيل الكاملة
بحسب معطيات قريبة من دوائر القرار، وضع برشلونة أنس صلاح الدين ضمن أولوياته لتعزيز مركز الظهير الأيسر، في ظل النقص الواضح في البدائل خلف أليخاندرو بالدي. اللاعب البالغ من العمر 23 عامًا قدّم مستويات لافتة خلال البطولة، إلى جانب تطوره الكبير مع نادي آيندهوفن.
صلاح الدين يمتلك مسارًا تصاعديًا مميزًا، بعد تكوينه في مدارس ألكمار وأياكس، ومروره بتجارب في تفينتي وروما، قبل أن يجد الاستقرار الفني مع آيندهوفن. يتميز بكونه ظهيرًا هجوميًا سريعًا، يجيد اللعب على الخط، ويُظهر نضجًا تكتيكيًا لافتًا رغم صغر سنه.
ما يعزز حظوظه أكثر هو استعداده لقبول دور تنافسي داخل الفريق، إلى جانب أن قيمته السوقية تُعد في المتناول، حيث تُقدّر الصفقة المحتملة بنحو 10 ملايين يورو، وهو رقم يتماشى مع سياسة النادي المالية الحالية.
اسم ثانٍ على الرادار
في سياق متصل، لا يتوقف اهتمام برشلونة عند الخط الخلفي فقط. تقارير صحفية أشارت إلى أن عز الدين أوناحي بات خيارًا مطروحًا بقوة لتدعيم خط الوسط. اللاعب المغربي، الذي خطف الأنظار عالميًا في مونديال قطر، عاد لتقديم أفضل نسخه خلال تجربته الحالية في الدوري الإسباني.
أوناحي استعاد بريقه وأظهر جودة فنية عالية، ما جعله محط أنظار عدة أندية، خاصة مع اقتراب نهاية الموسم. وبغض النظر عن مصير فريقه، فإن رحيله بات شبه مؤكد، مع توقعات بإمكانية إتمام الصفقة مقابل مبلغ مناسب في حال تغيّرت ظروف النادي.
يرى برشلونة في لاعب الوسط البالغ من العمر 25 عامًا عنصرًا قادرًا على الانسجام سريعًا مع أفكار هانسي فليك، لما يملكه من مرونة تكتيكية وقدرة على الربط وصناعة اللعب تحت الضغط.
خلاصة المشهد
برشلونة لا يتحرك بعشوائية، بل يرسم ملامح مستقبل هادئ من قلب بطولة قارية مشتعلة. أسماء شابة، تكلفة محسوبة، وتأثير فوري محتمل… تحرك ذكي قد يُغلق أكثر من ملف شائك داخل كامب نو مع نهاية الموسم.
