حالة من الغموض والجدل سيطرت على الشارع الرياضي السعودي خلال الساعات الماضية، بعد إعلان لجنة الاستئناف التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم قراراتها الخاصة بقضية انسحاب أحد الأندية الكبيرة من نصف نهائي كأس السوبر. ورغم أن البطولة حُسمت بالفعل، إلا أن تداعيات القرار ما زالت تثير تساؤلات حول قانونية ما حدث، وما إذا كان اللقب سيبقى في مكانه أم يتم سحبه وإعادة النظر في مسار البطولة.
جمهور الكرة السعودية انقسم بين مؤيد ومعارض، إذ يرى البعض أن القرارات المتأخرة فتحت بابًا واسعًا للشكوك حول عدالة المنافسة، خصوصًا أن الفريق الذي كان من المفترض أن يستفيد من الانسحاب لم يُمنح كامل حقوقه. وفي المقابل، هناك من يرى أن ما جرى كان ضرورة لإنقاذ البطولة من فراغ تنظيمي، رغم أن ذلك قد يفتح لاحقًا الباب أمام طعون قانونية معقدة.
مواضيع ذات صلة
التفاصيل الأكثر حساسية ظهرت بعد مباراة النهائي التي جمعت الأهلي بنظيره النصر، حيث انتهت المواجهة بالتعادل (2-2) في الوقت الأصلي، قبل أن يحسمها الأهلي بركلات الترجيح (5-3) ليتوج باللقب. لكن هنا تعود القضية إلى نقطة البداية: ماذا عن نادي القادسية الذي كان من المفترض أن يتأهل مباشرة للنهائي بصفته المستفيد من انسحاب الهلال؟ هذه الثغرة القانونية تفتح احتمالية مثيرة بأن الأهلي قد يواجه مصيرًا مفاجئًا في حال تقدمت أندية أخرى باحتجاج رسمي.
المستشار القانوني يعقوب المطير أشار في تصريحاته إلى أن الأهلي قد يُجرد من اللقب في حال رفع النصر احتجاجًا رسميًا، مؤكدًا أن توقيت القرار قبل المباراة بساعتين لم يكن مناسبًا. من جانبه، أوضح المستشار القانوني أحمد الشيخي أن النصر ليس طرفًا في الأزمة ولا يملك حق الاعتراض، مشددًا على أن القادسية وحده هو الطرف المتضرر. وأكد أن جوهر القرار في الأساس كان مرتبطًا بحرمان الهلال من النسخة القادمة من البطولة، ما جعل القضية أكثر غموضًا وتشابكًا من أي وقت مضى.
ما بين هذه الآراء، يبقى مستقبل اللقب غير محسوم بشكل كامل، خصوصًا مع غياب حيثيات القرار الرسمي حتى الآن. وهو ما يضع البطولة أمام سيناريوهات مفتوحة قد تصل إلى إعادة النظر في هوية البطل. وهنا تكمن المفارقة التي قد تجعل كأس السوبر السعودي نسخة 2025 واحدة من أكثر النسخ إثارة للجدل في تاريخ الكرة السعودية.
