الهزيمة المدوية أمام تشيلسي في دوري أبطال أوروبا لم تكن مجرد ضربة للفريق الكتالوني، بل كانت بمثابة جرس إنذار لبرشلونة بأسره. النتيجة 3-0 كشفت عن نقاط ضعف لا يمكن تجاهلها، وعلى رأسها الأداء المخيب من ثنائي الدفاع، رونالد أراوخو و جولز كوندي، اللذين تعرضا لانتقادات واسعة من مختلف وسائل الإعلام والمحللين الرياضيين.
الخطأ القاتل لأراوخو
منذ اللحظات الأولى للمباراة، كان أراوخو محط الأنظار، لكن ليس بالطريقة التي يتمناها أي قائد. طرده في الشوط الأول بعد اعتراضه على الحكم كان بمثابة ضربة قاتلة لآمال برشلونة في العودة. وُصف الحادث بأنه “خطأ فادح” من قلب الدفاع الأوروغواياني، وأشار المعلقون إلى أن هذا السلوك لم يكن متوقعًا من لاعب بهذا القدر من الخبرة. خوسيه أنطونيو إيتورالدي غونزاليس، الحكم السابق، أضاف: “في مثل هذه المباريات، كان من الواجب على أراوخو أن يتحكم في انفعالاته بشكل أفضل”. هذا الطرد أعاد للأذهان أخطاء مشابهة في مواسم سابقة، مما يعزز التساؤلات حول قدرته على تحمل مسؤولية قيادة الدفاع في برشلونة.
مواضيع ذات صلة
كوندي في دائرة الاتهام أيضًا
الأمر لم يتوقف عند أراوخو فقط، فقد كان جولز كوندي أيضًا في دائرة الانتقاد بعد الأداء الضعيف الذي قدمه أمام تشيلسي. المحلل الرياضي باكو غونزاليس من إذاعة COPE وصف أداء اللاعب الفرنسي بـ “المتدني”، مشيرًا إلى أن مشاركته في الهدف الأول كان “مثالًا على الانفصال التام عن خط الدفاع”. وتابع: “فشل كوندي في بث الثقة بينه وبين زملائه، وهو ما أثر على استقرار الفريق الدفاعي”. هذا الأداء الهزيل من كوندي كان محط استغراب، خاصة أنه كان يُعتبر أحد العناصر الأساسية في خط الدفاع خلال المواسم الماضية.
مزيد من الانتقادات من الإعلام الإسباني
حتى في البرامج الرياضية الشهيرة مثل “El Chiringuito Inside”، انضم كبار اللاعبين والمحللين الإسبان إلى قائمة المنتقدين، حيث وصف باكو بويو أداء أراوخو بأنه “خطاء كارثي في المواقف الصعبة”، بينما أضاف فرناندو سانز أن “كوندي يفتقر للحسم، مما جعل برشلونة عرضة للتهديد طوال المباراة”. هذه الانتقادات التي طالت الثنائي كانت بمثابة إجماع إعلامي على أن أداءهم كان العامل الرئيس وراء الهزيمة القاسية في لندن.
تساؤلات حول مستقبل الدفاع في برشلونة
على الرغم من أن الهزيمة لا يمكن أن تُنسب فقط إلى أراوخو و كوندي، فإن الأخطاء الفردية التي ارتكباها كانت حاسمة في هذا السقوط المدوي. التحليلات التكتيكية أشارت إلى أن غياب التنسيق بين ثنائي الدفاع تسبب في فتح ثغرات استغلها تشيلسي بشكل قاتل. يبدو أن برشلونة يواجه أزمة دفاعية هيكلية تتطلب تدخلًا سريعًا من الجهاز الفني بقيادة هانسي فليك.
في نهاية المطاف، يبدو أن الضغط على فليك وإدارة النادي سيزداد مع كل مباراة. هل سيستطيع فليك تصحيح المسار أم أن المشاكل الدفاعية ستظل تؤثر على طموحات الفريق في دوري الأبطال؟ الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل دفاع برشلونة.
