مع انقضاء فترة التوقف الدولي وعودة غالبية نجوم برشلونة إلى التدريبات، بدأ المدرب الألماني هانسي فليك الإعداد بكل تركيز للمواجهة المرتقبة أمام جيرونا في الليغا، وسط أنباء مشجعة بشأن تعافي عدد من العناصر المؤثرة في صفوف الفريق.
أبرز العائدين هو الجناح البرازيلي رافينيا، الذي دخل فعليًا حسابات الجهاز الفني لمباراة جيرونا، بعدما أظهر تحسنًا ملحوظًا على الصعيد البدني. وبينما تبدو مشاركته ممكنة بشكل مبدئي لبضع دقائق فقط، إلا أن هناك تفاصيل خفية تُعقّد الموقف داخل الفريق الكتالوني.
مواضيع ذات صلة
فليك يدرس إشراك رافينيا تدريجيًا، بناءً على توصيات طبية، من خلال منحه 15 إلى 20 دقيقة فقط في لقاء جيرونا، في محاولة لدمجه بسلاسة دون تعريضه لانتكاسة جديدة. لكن ما يبدو قرارًا طبيًا طبيعيًا في ظاهره، يخفي خلفه رغبة غير معلنة من اللاعب نفسه.
فقد علمت مصادر مقربة أن رافينيا غير مرتاح إطلاقًا لفكرة العودة البطيئة، ويرى أن الوقت لا يسمح بالمجازفة بمكانه الأساسي، خاصة أن مباراة الكلاسيكو تقترب بسرعة. اللاعب يدرك أن ظهوره المحدود أمام جيرونا وأولمبياكوس لن يكون كافيًا لإقناع فليك بإشراكه أساسيًا ضد ريال مدريد، وهو ما جعله يُطالب الجهاز الطبي والجهاز الفني بمنحه فرصة أكبر — تحديدًا 45 دقيقة على الأقل — ليُثبت جاهزيته الكاملة.
لكن عودة رافينيا بهذا الشكل لا تمر بهدوء داخل غرفة الملابس…
إذ تشير التوقعات إلى أن إشراكه أساسيًا سيؤثر بشكل مباشر على مركز ماركوس راشفورد، الذي يشعر منذ بداية الموسم بأنه من العناصر التي لا يمكن المساس بها. هذا التغيير قد يُحدث توتراً داخلياً، خصوصًا أن راشفورد يحتاج دائمًا للشعور بالثقة ليُظهر أفضل مستوياته، وهي ثقة قد تتراجع إذا وجد نفسه على دكة البدلاء بسبب الجناح البرازيلي.
المفارقة أن فليك يعتبر رافينيا أحد أكثر اللاعبين قدرة على تطبيق فلسفة الضغط الجماعي والكثافة في الأداء، مقارنةً براشفورد الذي يواجه صعوبة واضحة في المهام الدفاعية واستخلاص الكرة. وهو ما يجعل المدرب أمام تحدٍ حساس: هل يُعيد رافينيا بقوة ويخاطر بإزعاج راشفورد؟ أم يُبقي الوضع كما هو ويُضيع فرصة الاستفادة من لاعب يملك قدرات فنية كبيرة في أهم مباريات الموسم؟
عودة رافينيا لا تبدو مجرد مسألة وقت… بل قرار يحمل بين طياته أزمة فنية ونفسية مرتقبة داخل تشكيلة برشلونة.
