يبدو أن نادي ريال مدريد أصبح على أعتاب تحرك غير متوقع في مركز دفاعي حساس، وسط معطيات جديدة تُغير الحسابات داخل الجهاز الفني والإدارة الرياضية، وتُمهّد لاتخاذ قرار قد يُعيد تشكيل الخط الخلفي في النصف الثاني من الموسم.
ورغم حالة الهدوء التي تسود المشهد ظاهريًا، فإن التفاصيل المتراكمة منذ أسابيع تشير إلى أن الاستقرار في مركز الظهير الأيسر قد لا يدوم طويلًا، خاصة في ظل المتغيرات البدنية والتكتيكية التي طرأت مؤخرًا.
فمنذ بداية التحضيرات، ظهر عنصر شاب بشكل لافت، وتمكّن من فرض نفسه سريعًا، مما أحدث تحولًا واضحًا في رؤية الطاقم التدريبي بقيادة تشابي ألونسو.
النجم ألفارو كاريراس، القادم من بنفيكا، تجاوز كل التوقعات خلال الأسابيع الماضية، وتمكن من كسب ثقة الجهاز الفني بدرجة فاقت التوقعات. وقد أبدى تشابي ألونسو إعجابًا خاصًا بأدائه، واعتبره الخيار المثالي لطريقة اللعب المعتمدة، لما يتمتع به من مرونة تكتيكية وجودة هجومية ودفاعية متوازنة.
هذا التألق، إلى جانب التفضيل الفني لـفران غارسيا على حساب بعض الأسماء الأخرى، جعل إدارة ريال مدريد تُعيد النظر في تركيبة الظهير الأيسر، خاصة وأن الفريق يمتلك حاليًا ثلاثة لاعبين في نفس المركز، وهو ما يُعد فائضًا غير مبرر في ظل الجدولة الحالية.
في ظل هذا الواقع الجديد، تشير التوقعات إلى أن فيرلاند ميندي هو الاسم الأقرب لمغادرة الفريق في سوق الانتقالات الشتوية، نظرًا لتراجع مشاركاته، وتعدد إصاباته، وغيابه التام عن التدريبات منذ إصابته العضلية بتاريخ 29 أبريل.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن النادي يُبدي قلقًا متزايدًا من الإصابة المزمنة التي تُعيق عودته الكاملة، وهو ما يجعل حظوظه في اللعب بانتظام شبه معدومة، خاصة في ظل وجود لاعبين جاهزين بدنيًا ويقدّمون أداءً مقنعًا.
لكن الملف ليس بهذه البساطة؛ فاللاعب الفرنسي لا يزال مرتبطًا بعقد مُمتد حتى عام 2027 أو 2028، ما يُصعّب عملية رحيله ما لم يُبدِ رغبة صريحة في المغادرة، أو تصل عروض جادة ومُجزية تفتح باب التفاوض.
من جهة أخرى، ريال مدريد معروف بأنه لا يضغط على لاعبيه للتخلي عن عقودهم، ما يجعل المسألة تعتمد في النهاية على قرار اللاعب نفسه، ومدى جاهزية الأندية الأخرى للتحرك.
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن الميركاتو الشتوي قد يحمل تطورًا مفاجئًا في هذا الملف. النادي ينتظر وضوح الرؤية الطبية بشأن حالة ميندي، إضافة إلى رصد السوق بحثًا عن عروض مناسبة، بينما يواصل كاريراس وفران غارسيا التنافس على مركز أساسي يُشكل نقطة توازن في منظومة الفريق.