ظنّ الجميع أن الأمور قد حُسمت لصالح ريال مدريد، خاصة بعد التقدّم بهدف نظيف، وتفوّق عددي واضح على أرض الملعب. تسعة لاعبين فقط كانوا في صفوف خيتافي، ما جعل أي تهديد على مرمى الفريق الملكي شبه مستحيل… حتى جاءت الدقيقة الأخيرة لتقلب كل شيء.
في لقطة كادت أن تُفقد الفريق نقطتين ثمينتين في صراع الصدارة، اضطر تيبو كورتوا إلى التدخل بواحدة من أصعب تصدياته هذا الموسم، مُنقذًا فريقه من هدف محقّق في الوقت القاتل. المشهد بدا كأنه “مباراة في مباراة”، حيث ارتفعت أصوات الجماهير، وانحبست الأنفاس، لكن الحارس البلجيكي قال كلمته… ثم تفجّر غضبًا.
كورتوا لم يصمت… وتوجيه مباشر للاتهام بعد صافرة النهاية
بعيدًا عن التصدي الحاسم، كان ما حدث داخل غرفة الملابس أكثر صخبًا من أحداث اللقاء. وفقًا لتقارير مقرّبة، فإن كورتوا عبّر عن غضبه الشديد من زملائه بسبب التراخي، مُعتبِرًا أن ما حصل “غير مقبول”، خاصة في ظل الأفضلية العددية.
ورغم أن انتقاده شمل المنظومة الدفاعية بالكامل، إلا أن أصابع الاتهام وُجّهت بشكل خاص لأحد اللاعبين. فالمساحة التي تم منحها لأحد مهاجمي خيتافي في الدقيقة الأخيرة، كانت كافية لتُربك حسابات الفريق بالكامل، لولا تدخل الحارس البلجيكي.
تصرف فردي كاد أن يُكلف مدريد الفوز… وكورتوا يرفض السكوت
الانتقاد كان مركزًا على راؤول أسينسيو، الذي ترك مساحة قاتلة داخل منطقة الجزاء، سمحت بتسديدة مباشرة كادت أن تعادل النتيجة في اللحظة الأخيرة. تلك كانت الفرصة الوحيدة لخيتافي طوال المباراة، ومع ذلك، ظهرت في توقيت لا يُغتفر.
من جانبه، لم يُخفِ تشابي ألونسو غضبه في المؤتمر الصحفي عقب اللقاء، مُصرّحًا:
“التهاون أمام فريق منقوص عدديًا أمر لا يُبرر، وكاد أن يُكلّفنا غاليًا. لدينا الأفضلية ولكن لم نستغلها كما يجب”.
الإنقاذ جاء من كورتوا… لكن الأزمة أعمق من مجرد تصدٍ رائع
نقطة الانفجار في ريال مدريد لم تكن لحظة التصدي فقط، بل ما تبعها من توتّر داخلي قد يُلقي بظلاله على الأجواء في الأسابيع القادمة، خاصة مع اقتراب المواعيد الحاسمة في الموسم.
ريال مدريد فاز، نعم… لكن المشاعر داخل غرفة الملابس تقول عكس ذلك. الفريق خرج بالنقاط الثلاث، لكنه ترك وراءه أسئلة كثيرة عن التركيز والانضباط، حتى في أسهل السيناريوهات.