هانسي فليك يواجه تحديًا معقدًا في برشلونة، قد يبدو للوهلة الأولى كفرصة جيدة، لكنه في الواقع يشبه “كأسًا مسمومًا”. مع عودة جميع مهاجمي الفريق إلى التشكيلة، أصبح المدرب الألماني أمام معضلة قد تؤثر على التوازن داخل غرفة الملابس قبل مباراة تشيلسي الحاسمة يوم الثلاثاء. هذه المعركة ليست فقط على التشكيلة الأساسية، بل تشمل أيضًا العلاقات بين اللاعبين.
لامين يامال يتصدر القائمة بلا شك. اللاعب الشاب، الذي أثبت نفسه كعنصر أساسي في الهجوم، يواصل فرض نفسه كلاعب صانع ألعاب بارز، وتمريراته الحاسمة جعلته في قلب كل هجمة. ومع ذلك، لا تزال هناك معضلة صغيرة: مباراة تشيلسي ستكون أول اختبار رسمي له ضد خصم إنجليزي. حافزه كبير، ولكن هذا يعني أن فليك قد يضطر إلى بناء الهجوم حوله، وهو أمر يفرض تحديات أخرى.
مواضيع ذات صلة
معركة مركز 9 هي القضية الثانية التي تؤرق فليك. في حال كانت الخيارات بين فيران توريس و روبرت ليفاندوفسكي، فإن الأمر معقد للغاية. ليفاندوفسكي، صاحب الخبرة العميقة والإحصائيات المذهلة، يظل في نظر الجميع أحد أفضل مهاجمي العالم. لكن فيران توريس يقدم أداء استثنائيًا هذا الموسم، حيث أصبح هداف الفريق، وعليه فإن فليك مجبر على مكافأة النتائج الفورية. الصراع بين اللاعبين حقيقي في غرفة الملابس، وبين الرغبة في منح الفرصة للمهاجم الأكثر ثقة وبين الحفاظ على اللاعب الأكثر خبرة، سيكون القرار حاسمًا.
المعركة الثالثة تدور حول الجناح الأيسر، حيث يتنافس ماركوس راشفورد و رافينيا على مكان أساسي في التشكيلة. راشفورد، الذي تعافى للتو من إصابة، لم يقدم أفضل أداء له في آخر مباراة له في ستامفورد بريدج مع مانشستر يونايتد، رغم أنه سجل هدفين في تلك المباراة. من جهة أخرى، رافينيا عاد مؤخرًا من إصابة، ولم يكن في أفضل حالاته البدنية بعد، ولكن فليك يثق به بناءً على أرقامه المميزة في الموسم الماضي، حيث ساهم في 57 هدفًا.
المعضلة الحقيقية لا تكمن في التكتيك، بل في إدارة العواطف داخل الفريق. الجميع يريد اللعب، والجميع يرى نفسه أساسيًا. من جهته، ليفاندوفسكي و توريس لديهما إحصائيات تُدعم مطالبهما، بينما راشفورد يعتقد أنه يستحق فرصة أساسية بناءً على مستواه في الموسم الحالي. ورافينيا، رغم عودته من الإصابة، يصر على أنه يجب أن يكون هو الخيار الأول بفضل سجله السابق. وكلما اقترب موعد السفر إلى لندن، يزداد الضغط على فليك لاتخاذ قرار حكيم.
فليك يعرف جيدًا أن كل اختيار سيترتب عليه استبعاد أحد اللاعبين الذين لديهم حجج قوية، ومن الممكن أن يؤثر ذلك على الانسجام الداخلي في الفريق. حتى اللاعبين الذين يعتقدون أن فرصهم أقل، مثل باردجي وبعض لاعبي الفريق الرديف، يراقبون عن كثب تطور الأمور.
فليك بحاجة إلى اختيار التشكيلة الأنسب التي تحافظ على التوازن الداخلي، وتضمن التوافق بين اللاعبين، مع الحفاظ على الثقة والبحث عن النتائج الإيجابية في مباراة صعبة أمام تشيلسي.
