مع اقتراب أول ظهور أوروبي رسمي له كمدرب لنادي برشلونة، وجد هانسي فليك نفسه في موقف غير متوقع قد يُغير ملامح التشكيلة الأساسية التي كان يُخطط لها. المباراة الأخيرة للفريق أمام فالنسيا لم تمر مرور الكرام داخل أروقة النادي الكتالوني، وفتحت الباب أمام تساؤلات حاسمة بشأن هوية من يجب أن يقود الخط الأمامي في ليلة سانت جيمس بارك.
وبينما بدأت معالم الثلاثي الهجومي تتضح تدريجيًا في ذهن فليك، حيث يُعد كل من ماركوس راشفورد ورافينيا الخيارين الأقرب للعب على الأجنحة، يبقى المركز الأهم – قلب الهجوم – محاطًا بغموض كبير يهدد الاستقرار التكتيكي قبل مواجهة نيوكاسل في دوري الأبطال.
مواضيع ذات صلة
ليفاندوفسكي وفيران.. من يستحق المقعد الأوروبي؟
في هذه المرحلة الدقيقة، لم يعد الصراع داخليًا فحسب، بل علنيًا. فكلٌ من روبرت ليفاندوفسكي وفيران توريس يرى نفسه الأحق بقيادة هجوم برشلونة، وكل منهما يملك ما يدعم موقفه.
ليفاندوفسكي، بخبرته الغنية وقدرته التهديفية التي لا خلاف عليها، قدّم أداءً قويًا مؤخرًا في استاد يوهان كرويف، وأظهر أنه لا يزال يمتلك “اللمسة القاتلة” التي تجعله حاسمًا في أي لحظة. ومع ذلك، فإن مردوده البدني خارج منطقة الجزاء لا يرقى إلى تطلعات فليك في الضغط والتحرك الديناميكي.
على الجانب الآخر، يتمتع فيران توريس بطاقة بدنية عالية وقدرة أكبر على الضغط العالي والارتداد الدفاعي، لكنه لا يملك الفاعلية نفسها أمام المرمى، وقد أضاع فرصًا مؤثرة ضد فالنسيا، مما أعاد طرح علامات الاستفهام حول جاهزيته الذهنية لإنهاء الهجمات في المباريات الكبرى.
قرار صعب في توقيت حساس
المفارقة أن كليهما لا يقبل دور البديل. وهذا ما يجعل الاختيار أكثر تعقيدًا. فليك يُدرك أن قراره سيُرسل رسالة مباشرة للاعبين والجمهور والإعلام: من هو “المهاجم الأول” في المشروع الجديد؟ هل يعتمد على خبرة المخضرم البولندي، أم يمنح الثقة للاعب الشاب الذي لا يتوقف عن القتال؟
ما بين الحسم والتدوير
الإجابة ليست واضحة حتى الآن، لكن التوجه الأقرب داخل الجهاز الفني هو الاعتماد على ليفاندوفسكي في المباريات الحاسمة، مع منح فيران دقائق مؤثرة كبديل نشط، مع إمكانية التدوير حسب الخصم وظروف المباراة.
المواجهة أمام نيوكاسل لن تكون مجرد اختبار أوروبي، بل أيضًا اختبار داخلي لقرارات فليك التكتيكية، وقدرة لاعبيه على تقبّل الأدوار المختلفة في ظل طموحات كبيرة لموسم لا يحتمل الأخطاء.
