في مكاتب برشلونة، هناك ملف يُناقَش بهدوء لكنه لا يقل أهمية عن الصفقات الهجومية. الإدارة تُدرك أن أحد المراكز الحساسة ما زال بلا حل نهائي، رغم الحلول المؤقتة التي ظهرت مؤخرًا داخل الملعب. التركيز لا ينصب فقط على سد فراغ فني، بل على بناء شراكة دفاعية طويلة المدى قادرة على خدمة المشروع الجديد لسنوات.
ورغم الحديث المتكرر عن المهاجم الصريح، فإن الأولوية الحقيقية داخل أروقة النادي تتجه نحو تدعيم خط الدفاع، وتحديدًا في الجهة اليسرى، حيث يرى صناع القرار أن الاستثمار القادم يجب أن يكون هناك، مهما كانت التكلفة أو التعقيدات.
مواضيع ذات صلة
التفاصيل الكاملة
يدرك برشلونة تمامًا أن التعاقد مع قلب دفاع أعسر يُعد من أبرز أولوياته في سوق الانتقالات الصيفية المقبلة، خاصة بعد رحيل إينيغو مارتينيز المفاجئ في الصيف الماضي، وهو ما ترك فراغًا واضحًا في هذا المركز.
ورغم بروز جيرارد مارتين خلال الأسابيع الأخيرة كخيار مقبول، فإن القناعة داخل النادي تؤكد الحاجة إلى لاعب إضافي بنفس الخصائص، قادر على منح الاستقرار والتوازن للخط الخلفي، بغض النظر عن خطط التعاقد مع مهاجم جديد.
في هذا الإطار، وضع المدير الرياضي ديكو والمدرب هانسي فليك اسمًا واحدًا على رأس القائمة: الإيطالي أليساندرو باستوني، قلب دفاع إنتر ميلان، الذي يُنظر إليه كالشريك المثالي لباو كوبارسي، بفضل سرعته، ودقته في بناء اللعب من الخلف، وقوته داخل منطقة الجزاء.
العقبة الأساسية تبقى في القيمة المالية للصفقة، حيث تُقدَّر قيمة انتقال باستوني بنحو 80 مليون يورو، وهو رقم يصعب على برشلونة تحمّله في الوقت الحالي، ما لم تسبق الصفقة عملية بيع لاعبين بارزين. ورغم ذلك، لم تُغلق الإدارة الرياضية الباب، خاصة مع اقتراب الميركاتو الصيفي وإمكانية تغيّر المعطيات.
باستوني نفسه علّق على اهتمام برشلونة مؤخرًا، مؤكدًا أنه سعيد في إنتر ميلان ولا يُعير الشائعات اهتمامًا كبيرًا، مشيرًا إلى أن تداول اسمه مع نادٍ بحجم برشلونة يُعد أمرًا إيجابيًا، لكنه لا يفكر حاليًا في الرحيل، في ظل ارتباطه بعقد يمتد حتى عام 2028.
وفي تطور لافت، كشف الصحفي ماتيو موريتو، عبر راديو ماركا، أن ديكو عقد اجتماعًا مبدئيًا مع وكلاء باستوني لبحث إمكانية التعاقد معه، مؤكدًا أن المحادثات لا تزال في مراحلها الأولى، دون أي خطوة رسمية حتى الآن.
وفي حال تعثرت الصفقة، يضع برشلونة خيارًا بديلًا على الطاولة، يتمثل في نيكو شلوتربيك، قلب دفاع بوروسيا دورتموند، الذي يُعد أقل تكلفة، كما أن وضعه الحالي مع ناديه قد يفتح الباب أمام رحيله في الصيف المقبل.
برشلونة يتحرك بهدوء… لكن ملامح الصفقة الدفاعية الكبرى بدأت تتضح.
