في توقيت بالغ الحساسية من سوق الانتقالات، أعاد نادي برشلونة فتح ملف كان مجمّدًا منذ سنوات، في خطوة تعكس توجّهًا استراتيجيًا واضحًا لإدارة لابورتا. التحرك يتم بهدوء، بعيدًا عن الضجيج، لكنه يحمل أبعادًا فنية ومالية قد تؤثر مباشرة على شكل الفريق في الموسم المقبل.
المثير أن الاسم المطروح ليس غريبًا عن أروقة النادي، بل ارتبط منذ فترة طويلة بفكرة “العودة” في اللحظة المناسبة. ومع تغيّر الظروف داخل وخارج إسبانيا، تبدو تلك اللحظة أقرب من أي وقت مضى، خاصة في ظل معادلات معقّدة داخل أحد أبرز أندية البوندسليغا.
التفاصيل الكاملة
أعاد برشلونة إحياء اهتمامه بالتعاقد مع أليخاندرو غريمالدو، لاعب باير ليفركوزن، مستغلًا دخوله مرحلة حساسة من عقده، وصعوبة توصل النادي الألماني لاتفاق تجديد معه. هذا الوضع فتح الباب أمام إدارة برشلونة، بقيادة خوان لابورتا وديكو، لبحث إمكانية استعادة لاعب سبق وأن طُرحت عودته أكثر من مرة.
ديكو يرى أن غريمالدو يتماشى تمامًا مع فلسفة النادي الحالية، القائمة على تدعيم مراكز مؤثرة بأقل تكلفة ممكنة. اللاعب، خريج أكاديمية لاماسيا، لم يُخفِ يومًا رغبته في العودة إلى كامب نو، ومع المعطيات الحالية، تبدو الصفقة قابلة للتحقيق. ورغم أن قيمته السوقية تُقدّر بنحو 30 مليون يورو، يعتقد برشلونة أن بإمكانه التفاوض لخفض الرقم، مع استعداد الإدارة لدفع المبلغ الكامل إذا اقتضت الضرورة.
في ألمانيا، يدرك ليفركوزن أن هذا الصيف قد يكون من آخر الفرص لتحقيق استفادة مالية من بيع اللاعب. اهتمام بايرن ميونخ موجود، لكن النادي يفضّل تجنّب تقوية منافسه المباشر، وهو عامل يمنح برشلونة أفضلية إضافية، خاصة مع رغبة غريمالدو الواضحة في العودة إلى إسبانيا.
خيار مثالي لمشروع فليك
من الناحية الفنية، يُنظر إلى غريمالدو كإضافة جاهزة وقادرة على التأثير الفوري. خبرته، ونضجه التكتيكي، وقدرته على صناعة الفارق هجوميًا من الرواق الأيسر تجعله مناسبًا تمامًا لأفكار هانسي فليك. أرقامه في الدوري الألماني تعكس ذلك بوضوح، سواء من حيث الأهداف أو التمريرات الحاسمة أو الاستمرارية في المستوى.
برشلونة يرى في الصفقة حلًا لعدة ملفات دفعة واحدة. أليخاندرو بالدي يحتاج إلى منافسة حقيقية تحفّزه على التطور، وكوندي يعاني من ضغط دقائق اللعب في مركز الظهير. وصول غريمالدو قد يمنح الفريق توازنًا أكبر دون اللجوء إلى صفقات باهظة.
بعد قرابة عقد من الابتعاد، تشير كل المعطيات إلى أن اللاعب يشعر بأن الوقت قد حان للعودة إلى بيته الأول. مصادر مقرّبة تؤكد ذلك، فيما تعمل إدارة برشلونة بالفعل على تحويل الفكرة إلى واقع. لابورتا لا ينظر إلى الصفقة كتعزيز عادي، بل كخطوة استراتيجية تعيد أحد أبناء لاماسيا في لحظة يحتاج فيها المشروع إلى لاعبين يعرفون هوية النادي قبل أي شيء آخر.




