على الرغم من أن ليلة سان ماميس بدت وكأنها واحدة من أكثر أمسيات ريال مدريد اكتمالًا هذا الموسم، فإن أجواء الفرحة لم تستمر طويلًا داخل النادي. فبعد فوز خارق حققه الفريق على أحد أصعب ملاعب إسبانيا، ظهرت خلف الكواليس حالة توتر غير مألوفة أثارت قلق الإدارة في البرنابيو، وتحديدًا لدى فلورنتينو بيريز، الذي تلقّى أنباء لم يكن يتوقعها على الإطلاق عقب صافرة النهاية.
فما الذي يمكن أن يفسد ليلة مثالية عاد فيها ريال مدريد بانتصار مهم وأداء جماعي قوي؟ ولماذا تحوّل الفرح إلى انزعاج واضح داخل غرفة صنع القرار في النادي؟
تكشّفت التفاصيل بعد دقائق فقط من انتهاء اللقاء. فقد أُبلغ بيريز بأن إصابتي ترينت ألكسندر–أرنولد وإدواردو كامافينجا، اللتين تعرّضا لهما خلال المباراة، تبدوان أكثر خطورة مما كان يُعتقد مبدئيًا. ورغم أن الفحوصات النهائية لم تظهر بعد، فإن المؤشرات الأولية ترجّح غياب اللاعبين لعدة مباريات، وربما حتى نهاية العام.
ترينت اضطر لمغادرة أرضية الملعب مع بداية الشوط الثاني بعد أفضل أداء قدّمه منذ انضمامه إلى ريال مدريد، حيث كان محورًا في الهجمات وصنع الهدف الافتتاحي لمبابي، كما قدّم حضورًا دفاعيًا متوازنًا رغم مواجهته لنيكو ويليامز. إلا أن الإصابة أوقفت تقدمه في لحظة كان فيها في قمة جاهزيته، وهو ما يضع تشابي ألونسو أمام قرارات معقدة تتعلق بخياراته الدفاعية.
وفي ظل غياب كارفاخال أساسًا، ستتجه الخيارات نحو اللاعبين الاحتياطيين أو تغيير الرسم التكتيكي بالكامل. فقد يُضطر ألونسو للاعتماد على أسينسيو في الجناح الأيمن، أو إعادة فالفيردي للأدوار الدفاعية مؤقتًا، بينما يقترب ميليتاو وروديغر من تحمّل عبء إضافي داخل الخط الخلفي.
أما إصابة كامافينجا فتفتح تحديًا جديدًا في الوسط، حيث سيعود الاعتماد على غüler وسيبايوس كحلول شبه إجبارية، أو التوجه إلى نظام 4-3-3 بإشراك ماستانتونو أساسياً لتعويض الغيابات المتتالية.
هكذا تحوّل انتصار كبير إلى مصدر قلق داخل ريال مدريد… فالمشكلة لم تكن في النتيجة، بل في الثمن الذي جاء معها.







