يعيش نادي برشلونة حالة من الترقب والتركيز خلال فترة التوقف الدولي، وسط تطورات لافتة داخل الفريق الأول بقيادة المدرب هانسي فليك، حيث بدأت تظهر إشارات فنية تُنذر بتحوّل قادم قد يعيد التوازن الهجومي المفقود منذ انطلاق الموسم الجديد من الدوري الإسباني 2025/26.
ورغم الانطلاقة الجيدة لكل من لامين يامال ورافينيا، إلا أن أحد الأسماء البارزة ظل غائبًا عن المشهد منذ بداية الموسم، ما فتح باب التكهنات حول مستقبل الخط الأمامي للفريق، ومدى تأثير غيابه على الأداء الجماعي.
الجماهير لاحظت التغيير، لكن داخل غرفة الملابس، هناك قناعة تزداد قوة مع كل مباراة تمر، مفادها أن القطعة المفقودة لم تُستبدل بعد، وأن وجود هذا الاسم في التشكيلة لا يُعوَّض بسهولة.
الحديث يدور هنا عن النجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي، الذي غاب عن أول جولتين من الليغا بسبب إصابة عضلية خفيفة، لكنه ظل حاضرًا في كل التفاصيل الفنية التي يعمل عليها فليك خلف الكواليس. ويبدو أن المدرب الألماني يراهن على عودته كعامل حاسم لإعادة الفريق إلى المستوى الذي ختم به الموسم الماضي، حين توّج برشلونة بالثلاثية المحلية.
أهمية ليفاندوفسكي لم تتوقف عند الأهداف فقط. بل تمثّلت في الهيكل التكتيكي للفريق، حيث وفّر توازنًا هجوميًا سمح لكل من لامين ورافينيا بالتألق بحرية. كان يقوم بدور “المحور المتقدم” الذي يدور حوله كل شيء في الثلث الأخير من الملعب.
في غيابه، اضطر الفريق للاعتماد على فيران توريس كمهاجم وهمي، في تجربة منحت حلولًا بديلة، لكنها لم تُعطِ نفس الطمأنينة داخل منطقة الجزاء، ولا أفسحت المساحات الكافية لأجنحة الفريق.
مصادر قريبة من اللاعبين أكدت أن الثنائي لامين ورافينيا عبّرا بصراحة داخل المعسكر التدريبي عن رغبتهما في استعادة الثلاثي الذهبي الذي لمع في نهاية الموسم الماضي. هما يدركان أن وجود ليفاندوفسكي يعني مساحة أكبر، وهجمات أكثر تنظيمًا، وتمريرات قاتلة يصعب إيقافها.
فليك هو الآخر يدرك أهمية التوقيت. وقد أكّد في تصريحات داخلية أن الأولوية الآن هي جاهزية ليفاندوفسكي بنسبة 100% قبل الدفع به في المباريات القادمة. فهو لا يريد المخاطرة، خاصة وأن شهر سبتمبر سيكون مزدحمًا بالمباريات القوية، أبرزها بداية مشوار برشلونة في دوري أبطال أوروبا 2025.
الهدف داخل الجهاز الفني: عودة روبرت ليفاندوفسكي إلى التشكيل الأساسي فور انتهاء فترة التوقف، لقيادة برشلونة نحو مسار أكثر استقرارًا، فنيًا وذهنيًا. وبينما تُقام الحصص التدريبية حاليًا دون مشاركته، يؤكّد المقربون أن العدّ التنازلي قد بدأ بالفعل.
هل تكون عودته نقطة التحول في موسم البلوغرانا؟ الإجابة تقترب.