لامين يامال، أحد أبرز المواهب الصاعدة في كرة القدم الإسبانية، يجد نفسه فجأة في قلب جدل متصاعد بين نادي برشلونة والمنتخب الوطني، وسط تساؤلات متزايدة حول مستقبله وموقف مدربيه منه. اللاعب الذي أسر قلوب الجماهير بموهبته الفريدة، بات مؤخرًا محط أنظار الصحف والمحللين، ليس بسبب أهدافه أو تمريراته الساحرة، بل بسبب أزمة بدأت ملامحها بالظهور في الكواليس، وتكاد تتحول إلى صراع صامت بين هانسي فليك ولويس دي لا فوينتي.
فما الذي يحدث خلف الكاميرات؟ ولماذا بدأ مستوى يامال في التراجع بشكل واضح منذ أسابيع؟
توتر غير معلن بين يامال وفليك
تعود بداية القصة إلى سبتمبر الماضي، حين خاض برشلونة مباراة صعبة أمام رايو فاييكانو انتهت بالتعادل. بعد اللقاء، أشارت مصادر إعلامية إلى نقاش داخلي حاد بين يامال وفليك، بعد تصريحات من المدرب الألماني ألمح فيها إلى وجود “غرور” داخل الفريق. ورغم أن فليك لم يُسمّ أحدًا، إلا أن اللاعب الشاب لم يتأخر في الرد، مؤكدًا أنه لا مكان للغرور في شخصيته، في إشارة غير مباشرة إلى تلك التصريحات.
بعدها، انضم يامال إلى معسكر المنتخب الإسباني، وهناك فجّر تصريحًا لافتًا خلال مقابلة مع قناة TVE، قال فيه إن “لويس دي لا فوينتي هو من دافع عني أكثر من أي شخص آخر”. العبارة اعتُبرت رسالة واضحة من اللاعب، تُشير إلى وجود تباين في التعامل بين مدربيه في المنتخب والنادي.
غياب مثير للجدل… إصابة أم قرار فني؟
رغم أن يامال بدأ مع المنتخب في إحدى المباريات، إلا أن خروجه الغاضب من اللقاء أثار علامات استفهام، تبعها غياب غامض عن باقي مواجهات سبتمبر وأكتوبر. وعلى الرغم من الحديث عن “آلام عضلية”، فإن البعض ربط الغياب بالتوتر المستمر في العلاقة الثلاثية بين اللاعب وفليك ودي لا فوينتي.
المفارقة أن لامين، الذي كان يُنظر إليه كواحد من أعمدة المستقبل للكرة الإسبانية، لم يقدم مؤخرًا الأداء المتوقع، ما فتح الباب أمام تحليلات تقول إن اللاعب يعاني من ضغط بدني ونفسي قد يؤثر على استمراريته.
مستقبل يامال بين المطرقة والسندان
في ظل ازدحام جدول المباريات، وتحميل اللاعبين الصغار مسؤوليات تفوق أعمارهم، يبدو أن ما يمر به يامال هو نتيجة طبيعية لغياب التنسيق الكامل بين أطباء الأندية والمنتخبات. ومع ذلك، فإن تراجع مستواه وظهوره بوجه مختلف عن النسخة التي أبهرت العالم يطرح أسئلة مقلقة حول طريقة التعامل معه في المرحلة المقبلة.
الأنظار الآن تتجه إلى قرارات فليك، الذي يُعرف بصرامته، وكذلك إلى موقف دي لا فوينتي، الذي أظهر دعمًا علنيًا للاعب. وبين مدرستين مختلفتين، يبقى لامين يامال أمام مفترق طرق: إما أن يستعيد بريقه سريعًا… أو أن يدخل نفقًا معقدًا في واحدة من أكثر فترات مسيرته حساسية.