رغم الخروج بالنقاط الثلاث أمام جيرونا في الليغا وأوليمبياكوس في دوري الأبطال، إلا أن المشهد في برشلونة لا يُوحي بأي طمأنينة. على العكس، ظهرت مؤشرات مقلقة تُشير إلى أن الفوز قد يكون مجرد ستار يُخفي أزمة أكبر قادمة في الطريق، وربما بدأ المدرب هانسي فليك يشعر بثقلها الآن.
الفوضى الدفاعية، فقدان الكرة في مناطق حاسمة، والارتباك في التغطية، كلها كانت مشاهد تتكرّر بشكل بات يهدد توازن الفريق، حتى في المباريات التي تنتهي لصالحه.
مواضيع ذات صلة
لكن داخل هذه الفوضى، كان هناك اسم تكرر كثيرًا، ليس بسبب التألق… بل بسبب العكس تمامًا.
كوندي… اللاعب “الغائب الحاضر” في دفاع برشلونة
من جديد، وجد جول كوندي نفسه في قلب العاصفة. الظهير الفرنسي، الذي كان يُعوّل عليه فليك كعنصر أساسي في خط الدفاع، ظهر بمستوى أقل من المتوقع، مع أخطاء متكررة في التمركز والتركيز، جعلت الجهة اليمنى أشبه بممر مفتوح للهجمات.
لا يوجد تفسير واضح حتى الآن لحالة كوندي. هل هو إجهاد؟ أم فقدان للتركيز؟ أم أزمة ثقة؟ كل الاحتمالات مطروحة، لكن ما بات واضحًا هو أن استمرار تراجع مستواه يُشكّل نقطة ضعف واضحة في المنظومة الدفاعية.
فرصة ذهبية ضاعت في الصيف… والندم بدأ الآن
والمثير أن كل هذا كان يمكن تفاديه بقرار واحد فقط. في الميركاتو الصيفي، عُرض على برشلونة التعاقد مع أحد أفضل الأظهرة في أوروبا: دينزل دومفريز، مقابل 25 مليون يورو فقط. الصفقة كانت جاهزة، لكن فليك، بثقة تامة في كوندي، رفضها، مُقتنعًا بأن الفرنسي قادر على قيادة الجبهة اليمنى.
اليوم، وبعد سلسلة من العروض الباهتة، يُدرك فليك أن الرهان كان خاطئًا… وأن التخلي عن فرصة ضم دومفريز قد يكون من أكثر قراراته جدلًا منذ توليه القيادة الفنية.
ما الحل الآن؟ وهل يمكن استعادة نسخة كوندي “الحقيقية”؟
مع ترسيخ إريك غارسيا في قلب الدفاع، لا يبدو أن هناك بدائل واضحة في مركز الظهير الأيمن. فليك مضطر للاعتماد على كوندي، لكنه في الوقت ذاته يعلم أن الأمر لا يمكن أن يستمر بهذه الصورة. الحل الوحيد؟ محاولة إعادة إحياء نسخة كوندي المميزة التي ظهرت في الموسم الماضي.
الفرنسي يملك الإمكانيات بلا شك، لكن المسافة بين ما يقدمه حاليًا، وما يتطلبه اللعب في برشلونة، لا تزال شاسعة. وسيكون على فليك أن يجد الإجابة سريعًا… قبل أن تُكلّف هذه الثغرة الفريق ما هو أكبر من مجرد مباراة صعبة.
