لم يكن يتوقع أحد داخل “سانتياغو برنابيو” أن تصل الأمور إلى هذه المرحلة. أسماء كانت تُعدّ العمود الفقري للفريق، والرمز الفني الأهم على أرض الملعب، بدأت مكانتها تتعرض للتهديد بشكل لم يكن في الحسبان.
المفاجأة لم تكن في أداء الفريق ككل، بل في المستوى الذي ظهر به لاعبان لطالما اعتُبرا من بين الأفضل في أوروبا خلال المواسم الماضية. والآن، وفي ظل تغيّر خارطة التوازن بعد قدوم بعض النجوم الجدد، بات هناك من يطرق أبواب التشكيلة الأساسية بقوة، وقد ينجح في إزاحة تلك الأسماء التي كانت بالأمس القريب لا تمس.
جود بيلينغهام وفينيسيوس جونيور، اللذان تصدرا مشهد ريال مدريد خلال الموسم الماضي، يعيشان حاليًا فترة من التراجع اللافت. فالأول لا يزال بعيدًا عن كامل جاهزيته بعد العملية الجراحية التي خضع لها في كتفه، والثاني لم يستطع بعد استعادة مستواه المعتاد، مما فتح الباب أمام بدائل أكثر جاهزية وتأثيرًا.
أحد هذه الأسماء هو أردا غولر، الذي نجح في خطف الأنظار بمستوى استثنائي منذ بداية الموسم، حيث سجل أهدافًا حاسمة وقدم تمريرات مفتاحية صنعت الفارق في مباريات كبيرة. تحركاته في وسط الملعب دفعت العديد للتساؤل: هل حان وقت منحه مكانًا ثابتًا في التشكيلة الأساسية بدلًا من بيلينغهام؟
أما على الجناح، فالوضع لا يبدو مريحًا لفينيسيوس جونيور، خاصة مع استمرار تألق رودريغو غوس، الذي يُثبت في كل مرة يُمنح فيها الفرصة أنه الأحق بمركزه. وعلى الرغم من أن رودريغو لا يلعب دائمًا كأساسي، إلا أن تأثيره على أرض الملعب يجعل استبعاده قرارًا صعبًا على المدرب الإسباني.
في هذا السياق، أكد تشابي ألونسو أن لا أحد ضمن مكانه في التشكيلة، وأن الأداء وحده هو الفيصل. الرسالة كانت واضحة: “الأسماء لا تحكم… من يستحق فقط هو من سيلعب”.
ومع احتدام المنافسة وتزايد الضغوط، ستكون الفترة المقبلة حاسمة في تحديد من سيبقى على أرض الملعب، ومن سيضطر للجلوس على مقاعد البدلاء.