بدأت داخل أروقة النادي الأهلي تحركات غير مسبوقة، تفرض نفسها بقوة مع اقتراب فترة الانتقالات الشتوية، وسط حالة من الترقب بشأن مصير عدد من الأسماء البارزة داخل الفريق. قرارات فنية تُطبخ بهدوء، وتغييرات مرتقبة قد تُعيد رسم خريطة الفريق خلال النصف الثاني من الموسم.
الهزيمة الأخيرة والخروج المبكر من بطولة كأس مصر لم يمرّا مرور الكرام، حيث أعادا فتح ملفات حساسة داخل الجهاز الفني، خاصة فيما يتعلق بتقييم الأداء الفردي والجماعي، وهو ما دفع الإدارة إلى التحرك سريعًا لإعادة ترتيب المشهد.
حتى هذه النقطة، لم يكن الهدف واضحًا، لكن المؤشرات كانت تشير إلى أن هناك أسماء لم تعد ضمن الرؤية الفنية، مقابل رغبة حقيقية في تدعيم مراكز مؤثرة، وعلى رأسها الخط الأمامي.
التفاصيل الكاملة
كشف مصدر مطلع أن الدنماركي ييس توروب، المدير الفني للنادي الأهلي، أبدى تحفظًا واضحًا على مستوى بعض اللاعبين، وطلب رحيل عدد منهم خلال الفترة المقبلة، سواء في ميركاتو يناير أو بنهاية الموسم، لعدم اقتناعه بالمردود الفني والبدني.
ويُعد محمد شريف أبرز الأسماء المرشحة لمغادرة القلعة الحمراء، بعدما فشل في تقديم الإضافة المنتظرة منذ انضمامه، حيث يرى الجهاز الفني أنه لم يستغل الفرص التي حصل عليها، ولم يقدم ما يبرر استمراره على حساب مهاجمين آخرين.
إدارة الأهلي من جانبها لا تُمانع في مناقشة أي عرض رسمي يصل للاعب خلال الشتاء، خاصة مع وجود تحركات متقدمة للتعاقد مع بديل محلي، في إطار خطة شاملة لإعادة بناء الخط الهجومي.
وضمن قائمة الاهتمامات، ظهر اسم مروان عثمان مهاجم سيراميكا كليوباترا، كخيار مطروح بقوة، إلى جانب أسماء أخرى قيد الدراسة، في ظل سعي الإدارة لحسم ملف الهجوم مبكرًا.
ملف الأجانب.. قرار نهائي
في السياق ذاته، كثفت إدارة الأهلي جهودها لتسويق المهاجم السلوفيني نيجك جراديشار، تمهيدًا لرحيله خلال فترة الانتقالات الشتوية، سواء على سبيل الإعارة أو البيع النهائي، بهدف إخلاء مكان في قائمة اللاعبين الأجانب.
وجاء هذا القرار بعد خروج اللاعب من الحسابات الفنية، وفشله في تعويض الفراغ الهجومي الذي تركه رحيل وسام أبو علي، ما تسبب في أزمة واضحة بمركز رأس الحربة، انعكست على الفاعلية الهجومية للفريق.
موقف طاهر محمد طاهر
على الجانب الآخر، حسم ييس توروب موقفه من طاهر محمد طاهر، رافضًا فكرة رحيله في الشتاء، نظرًا لقدراته على اللعب في أكثر من مركز، وما يوفره ذلك من مرونة تكتيكية مهمة خلال الموسم الحالي.
وأكد المدير الفني أن رحيل طاهر قد يكون مطروحًا مستقبلًا، لكن بشرط وحيد: توفير البديل المناسب، وهو ما لم يتحقق حتى الآن.
خلاصة المشهد
الأهلي مقبل على شتاء ساخن، قرارات فنية حاسمة، أسماء كبيرة على أعتاب الرحيل، وتحركات قوية لتصحيح المسار الهجومي قبل استئناف المنافسات المحلية والقارية، في مشهد يؤكد أن ما حدث مؤخرًا لم يكن مجرد تعثر عابر، بل نقطة تحول حقيقية داخل القلعة الحمراء.
