قبل الاستحقاقات الكبرى المقبلة، يبدو أن الجهاز الفني لمنتخب إسبانيا يتحرك بثقة وهدوء، واضعًا اللمسات الأخيرة على ملامح التشكيلة الأساسية، في وقت تتزايد فيه الأسئلة حول بعض المراكز الحساسة وأسماء بارزة قد تجد نفسها خارج الحسابات.
لويس دي لا فوينتي لا يُحب التغييرات الجذرية، وهذه القناعة انعكست بوضوح خلال فترة قيادته للمنتخب، حيث اعتمد على نواة ثابتة من اللاعبين، وفضّل الاستقرار على المغامرة، حتى في البطولات الكبرى. هذا النهج يُشير بوضوح إلى أن بعض المراكز باتت شبه محسومة، بينما تظل أخرى مفتوحة على صراع شرس.
مواضيع ذات صلة
في حراسة المرمى، لا يبدو أن الانتقادات أو تألق المنافسين ستُغيّر المشهد كثيرًا، إذ يواصل أوناي سيمون التمسك بمكانه كخيار أول، رغم الظهور اللافت لديفيد رايا هذا الموسم. الثقة الفنية لا تزال في صالح الحارس الأساسي.
أما الخط الخلفي، فيحمل مزيجًا من الاستقرار والقلق. على الأطراف، يفرض مارك كوكوريلا نفسه كخيار ثابت في الجبهة اليسرى، بينما يبقى داني كارفاخال الخيار الأول يمينًا حال جاهزيته، مع بيدرو بورو كحل بديل. لكن قلب الدفاع يظل نقطة التساؤل الأكبر.
روبن لو نورماند يُعد الركيزة الأساسية التي لا غنى عنها، كأكثر اللاعبين مشاركة في السنوات الأخيرة. خلفه، يبرز إيمريك لابورت مجددًا بعد عودته إلى الدوري الإسباني، بينما تتراجع أسهم دين هويسن بسبب مستواه المتذبذب وقلة مشاركته مؤخرًا. في المقابل، تبدو حظوظ داني فيفيان محدودة، وقد تكون خارج الحسابات في الطريق إلى مونديال 2026.
ومن بين الأسماء التي تحيط بها علامات استفهام، يبرز باو كوبارسي، الذي لم ينجح حتى الآن في إقناع دي لا فوينتي، سواء خلال بطولة أوروبا أو هذا الموسم مع برشلونة، حيث لم يرتقِ إلى مستوى التوقعات بعد رحيل إينيغو مارتينيز. استمرار هذا الوضع قد يُعقّد فرصه الدولية.
الصراع لا يقتصر على الدفاع فقط. في الخط الأمامي، يبحث المنتخب عن مهاجم جديد بعد غياب ألفارو موراتا، ويبدو ميكيل أويارزابال الأقرب لحسم المقعد، متفوقًا على عدة أسماء أخرى. أما خط الوسط، فرغم عدم الجاهزية الكاملة لرودري، أثبت مارتن زوبيميندي أنه شريك موثوق، إلى جانب بيدري الذي يظل عنصرًا لا يمكن المساس به.
ويبقى المقعد الأخير في الوسط مفتوحًا أمام منافسة قوية تضم فابيان رويز، داني أولمو، ميكيل ميرينو، أليكس باينا، وفيرمين لوبيز، في صراع قد يمتد حتى اللحظات الأخيرة قبل الإعلان النهائي.
المرحلة القادمة لن ترحم المتراجعين، فالثبات على المستوى بات الشرط الأول للبقاء في مشروع إسبانيا نحو كأس العالم.
