داخل أروقة “كامب نو”، تتغير المعادلات بوتيرة سريعة. مشروع فني جديد، ومجموعة من المواهب الشابة المتعطشة للنجاح، لكن ما حدث هذا الصيف فاجأ الجميع داخل غرفة الملابس: لاعب لم يكن على الرادار الإعلامي، استطاع خلال أسابيع قليلة أن يفرض نفسه كلاعب مؤثر في المنظومة، ويكسب احترام أبرز نجوم الفريق دون استثناء.
الحديث لا يدور عن نجم هجومي أو صفقة كبرى، بل عن خوان غارسيا، حارس المرمى الذي وصل قادمًا من إسبانيول وسط توقعات محدودة بدور ثانوي خلف تير شتيغن. لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا. منذ أولى الحصص التدريبية، جذب غارسيا الانتباه بفضل شخصيته القوية، وردود أفعاله اللافتة، وثقته الكبيرة رغم حداثة التجربة.
سرعان ما بدأ تأثيره يظهر داخل غرفة الملابس، خاصة بعد أن أشاد به نجم الفريق لامين يامال، الذي لم يتردد في التعبير عن إعجابه بالحارس الشاب، واعتبره عنصرًا أساسيًا في توازن الفريق. مصادر مقربة من النادي تؤكد أن العلاقة بين النجم الصاعد والحارس الجديد بدأت تتشكل سريعًا، وسط قناعة بأن وجود غارسيا في المرمى يمنح الفريق الأمان الذي يحتاجه للتقدم بثقة.
المباريات الأولى في الدوري الإسباني عززت هذا الانطباع. غارسيا لم يكن مجرد بديل، بل قدم مستويات تؤكد أنه قادر على صناعة الفارق. بفضل تحركاته الذكية، وقدرته على اللعب بالقدم، وهدوئه تحت الضغط، أصبح خيارًا مثاليًا يتماشى مع أسلوب المدرب هانسي فليك الذي يبحث دائمًا عن لاعبين يملكون الشخصية بجانب الأداء الفني.
التأثير لم يتوقف عند التصديات. فبوجود غارسيا، لاحظ الجهاز الفني تحسنًا في أداء قلبي الدفاع، وظهور حالة من الارتياح في عملية بناء اللعب من الخلف. اللاعبون يشعرون بثقة أكبر، وهو ما يُترجم مباشرة إلى أداء أكثر استقرارًا داخل الملعب.
ورغم أن تير شتيغن لا يزال الركيزة الأساسية، إلا أن ظهور خوان غارسيا فتح بابًا جديدًا للمنافسة الصحية، وربما لمستقبل مختلف تمامًا على مستوى مركز الحراسة في النادي. فليك لم يُخفِ إعجابه بالحارس الشاب، والنادي يراهن على أن هذا التعاقد سيُثمر على المدى الطويل.
رسالة واضحة بدأت تتشكل داخل “كامب نو”: خوان غارسيا لم يأتِ ليكون مجرد بديل… بل ليُغير قواعد اللعبة.