في الوقت الذي تتجه فيه أنظار جماهير كرة القدم نحو بداية الموسم الأوروبي، تستمر إدارة ريال مدريد في بناء مشروع فني طموح يستهدف التفوق محليًا وأوروبيًا خلال السنوات القادمة. فبعيدًا عن الصفقات السريعة أو التغييرات الانفعالية، يعمل النادي الملكي وفق استراتيجية هادئة لكن عميقة، يقودها كل من فلورنتينو بيريز والمدير التنفيذي خوسيه أنخيل سانشيز.
الرسائل التي خرجت مؤخرًا من داخل النادي لم تكن عشوائية. فخلال تصريحات علنية نادرة، أشار بيريز إلى أن ريال مدريد بات يملك فريقًا لا ينافس فقط على الحاضر، بل يملك مقومات التفوق على المدى البعيد، موضحًا أن “امتلاك فريق جيد هو المفتاح لكل شيء… لدينا الطموح للاستمرار في الفوز”.
لكن ما لم يُعلن رسميًا، هو أن الإدارة تُراهن حاليًا على ثنائي جديد في خط الوسط، قد يغيّر شكل الفريق تمامًا خلال الموسم الجاري، بل ويخلق توازنًا مختلفًا عن سنوات هيمنة كروس ومودريتش.
ووفقًا لتقارير مقربة من النادي، بدأ الاهتمام الداخلي يتجه بقوة نحو الشاب الفرنسي أوريليان تشواميني، والموهبة التركية المتألقة أردا غولر. هذا الثنائي لا يُنظر إليه فقط كخيارات بديلة، بل كمشروع مزدوج لبناء خط وسط يصعب مجاراته، حتى من قبل الأسماء اللامعة مثل بيدري ورودري في منتخب إسبانيا.
ويرى الجهاز الفني أن انسجام تشواميني البدني والتكتيكي، إلى جانب اللمسة الفنية التي يمتلكها أردا غولر، يمنح ريال مدريد أفضلية حقيقية، خاصة مع تولي تشابي ألونسو زمام الأمور الفنية، إذ يتوقع أن يطور أداء اللاعبين بشكل يجعل الفريق أكثر قدرة على فرض أسلوبه في المباريات الكبرى.
في الوقت ذاته، تُشير مصادر مقربة من النادي إلى أن الموسم الحالي قد يشهد صعود هذا الثنائي ليُشكّلا قاعدة الارتكاز الرئيسية في خط الوسط، في ظل تراجع الاعتماد الكامل على عناصر الخبرة، وتحول دورهم إلى عامل مساعد لتطوير الجيل الجديد.
هذه الرؤية، التي تحمل بصمة بيريز وألونسو، تأتي استكمالًا لمرحلة انتقالية بدأها النادي بالفعل مع رحيل أنشيلوتي، وتستهدف ما هو أبعد من مجرد الألقاب… بل بناء فريق يُهيمن على أوروبا لسنوات قادمة.