وسط استعدادات الأندية الكبرى لسوق الانتقالات المقبلة، تزايدت التكهنات حول وجهات بعض النجوم الشبان الذين خطفوا الأنظار مؤخرًا على الساحة الأوروبية.
وفي وقت تتجه فيه الأنظار نحو كلاسيكو الليغا المنتظر بين برشلونة وريال مدريد، عاد الحديث مجددًا حول مستقبل أحد أبرز المواهب الصاعدة في القارة العجوز.
تسريبات صحفية من مصادر فرنسية موثوقة كشفت عن اهتمام مزعوم من نادي باريس سان جيرمان بالتعاقد مع لامين يامال، الجناح الشاب وصاحب القميص رقم 10 في برشلونة.
لكن المفاجأة لم تكن في الاهتمام، بل في ردة الفعل غير المتوقعة من داخل النادي الباريسي نفسه.
الصحفي الفرنسي الشهير رومان مولينا أكد أن هناك رغبة داخلية في باريس للتوقيع مع اللاعب، ونقل عن مصادر مطلعة أن “النادي يريد التعاقد مع يامال بأي ثمن”.
إلا أن تلك الرواية قوبلت بتكذيب صريح من الصحفي المخضرم بيير مينيس، الذي كشف عن تفاصيل دقيقة تُفسر الرفض القاطع للصفقة من المدرب لويس إنريكي، رغم تألق اللاعب اللافت مع برشلونة.
السبب الحقيقي وراء الرفض الصادم
بحسب مينيس، فإن المشكلة لا تتعلق بالمستوى الفني أو التطور الكروي لليامال، بل بعوامل شخصية وسلوكية تتعارض تمامًا مع فلسفة لويس إنريكي.
وأوضح أن “السلوك العام للاعب، وطريقة تعامله مع الأضواء، ومحيطه الشخصي… كلها أمور لا تتماشى مع نظام الانضباط الصارم الذي فرضه إنريكي في باريس”.
وأشار إلى أن إنريكي لا يرى أن التعاقد مع لاعب يحيط به الكثير من الجدل سيكون خطوة ذكية في هذا التوقيت، في ظل إعادة بناء فريق يعتمد على الانسجام الجماعي، والانضباط التكتيكي، والثقافة الاحترافية العالية، وهي عوامل يرى أنها كانت حاسمة في حسم لقب دوري أبطال أوروبا.
وفي ظل هذه المعطيات، يبدو أن فكرة انتقال لامين يامال إلى باريس سان جيرمان أصبحت مستبعدة تمامًا على المدى القريب، ما لم تحدث تغييرات جذرية في شخصية اللاعب وسلوكياته خارج الملعب.
قراءة استراتيجية
لويس إنريكي، الذي يقود مشروعًا طموحًا مع باريس سان جيرمان، يبدو عازمًا على تجنّب تكرار سيناريوهات سابقة أثّرت سلبًا على استقرار الفريق، مثل صفقة نيمار في 2017، والتي لا تزال تداعياتها قائمة حتى اليوم.
في النهاية، يبقى لامين يامال موهبة واعدة بكل المقاييس، لكن طريقه نحو أندية النخبة الأوروبية لن يكون مفروشًا بالورود ما لم ينجح في إدارة صورته العامة ومحيطه الشخصي بنفس الجودة التي يُدير بها الكرة على أرض الملعب.