بداية نارية، أرقام مُبهرة، وصخب إعلامي يُحيط به منذ اللحظة الأولى… هكذا كانت بداية كيليان مبابي في ريال مدريد، بعد انتظار دام سنوات. لكن خلف هذا التألق، هناك ما لم يظهر للجماهير بعد.
في موسمه الأول، حقق مبابي الكثير. أهداف، تمريرات حاسمة، ومكانة نجم أول في سانتياغو برنابيو. ومع ذلك، لم يُخفِ المهاجم الفرنسي شعورًا داخليًا بأن الأمور لم تكتمل بعد… على الأقل من حيث المنظومة التي يُريد اللعب ضمنها.
مواضيع ذات صلة
ورغم أن تأثيره أصبح حاسمًا بوضوح منذ وصول تشابي ألونسو وتغيير طريقة اللعب، إلا أن مبابي لديه رؤية مختلفة عمّا يراه المدرب، وقد بدأ يُعبّر عنها بوضوح، حتى بعد الانتصارات.
بعد الفوز… مبابي لا يُجامل في رأيه
خلال المباراة الأخيرة أمام خيتافي، والتي انتهت بفوز ريال مدريد بفضل هدف مبابي، عبّر النجم الفرنسي عن عدم رضاه الكامل عن أداء الفريق، خاصة في الشوط الأول، حيث بدا الفريق متوتّرًا، وعاجزًا عن خلق المساحات أو تهديد مرمى الخصم رغم التفوّق الفردي الواضح.
وفي حديث مباشر مع الجهاز الفني، أوضح مبابي أن الخلل – من وجهة نظره – لا يتعلق بالمجهود، بل بتركيبة التشكيلة الأساسية.
أردا غولر… القطعة التي يراها مبابي ناقصة في منظومة ألونسو
خلف الكواليس، بدأت تتردد أنباء عن رغبة مبابي الواضحة في رؤية اسم أردا غولر أساسيًا في تشكيلة ريال مدريد. اللاعب التركي الشاب، الذي خطف الأضواء في بدايات الموسم، لم يشارك في المباراة الأخيرة، وهو ما اعتبره مبابي خطأً تكتيكيًا.
مبابي يرى في غولر الشريك المثالي هجوميًا، خاصة أمام الفرق التي تُغلق المساحات وتُجبر الريال على البحث عن حلول إبداعية من العمق. وبحسب مصادر قريبة من غرفة الملابس، فإن المهاجم الفرنسي أبلغ ألونسو بأنه يرى غولر أهم في بعض المباريات من أسماء بارزة أخرى… بل وربما أكثر من فرانكو ماستانتونو، أو حتى جود بيلينغهام في ظروف معينة.
رسالة مبابي لألونسو: نحتاج إلى صانع لعب حقيقي
مبابي، المعروف بتفكيره الحاد داخل الملعب، لا يتحدث عبثًا. إنه يرى في غولر اللاعب القادر على كسر الخطوط، فتح المساحات، وإيجاد التمريرة القاتلة التي تُكمّل حركته داخل منطقة الجزاء. ولذلك، فإن رسالته لألونسو كانت واضحة:
“في المباريات الصعبة، نحن بحاجة للاعبين يرون ما لا يراه الآخرون… وأردا غولر أحدهم”.
ريال مدريد ينتصر… لكن المراجعة مطلوبة
الفوز وحده لا يكفي داخل نادٍ بحجم ريال مدريد، وهذه الرسالة التي يبدو أن مبابي يُمررها بلُطف، ولكن بحزم. ألونسو أمامه تحدٍ كبير في كيفية الحفاظ على توازن التشكيلة، وإرضاء غرفة الملابس، مع ضمان استمرار النتائج.
الرهان القادم قد لا يكون فقط على مبابي، بل على العين التي يراها الفرنسي “ثانيةً” داخل الملعب… وقد تكون هذه العين تركية الأصل، تحمل اسم أردا غولر.
