في الساعات الأخيرة من نافذة الانتقالات الصيفية، كادت إحدى الصفقات أن تفجّر مفاجأة مدوية داخل أروقة ريال مدريد، دون أن تُعلن رسميًا. نجم الفريق، الذي طالما ارتبط اسمه بالاستمرارية داخل النادي الملكي، كان على بُعد خطوة واحدة من سيناريو غير متوقع تمامًا، قبل أن تتبدّل المعطيات في اللحظات الحاسمة.
بحسب مصادر مقربة من إدارة النادي، تلقى ريال مدريد اتصالًا مفاجئًا من أحد الوسطاء، يستفسر عن مدى استعداد النادي للتخلي عن خدمات النجم البرازيلي رودريغو مقابل عرض ضخم تراوح بين 85 و90 مليون يورو. الوجهة المحتملة كانت إحدى أندية الدوري السعودي، التي تسعى منذ فترة لخطف الأضواء بالتوقيع مع لاعبين من الصف الأول.
مواضيع ذات صلة
التفاصيل تشير إلى أن إدارة ريال مدريد لم تتلقَّ عرضًا رسميًا حتى اللحظة، بل مجرد استفسار جاد من وسيط معروف. ولم يكن هناك موقف واضح من اللاعب تجاه فكرة المغادرة، ما أبقى الأمور في إطار الحديث غير الرسمي دون ترجمة حقيقية على طاولة المفاوضات.
ورغم أن بعض المنصات الرقمية المتخصصة في الانتقالات أكدت وجود اهتمام متزايد، إلا أن مصادر من داخل النادي شددت على أن اللاعب لا يزال ضمن خطط الفريق للموسم الحالي، ولا توجد نية للتفريط فيه، لا سيما في ظل قناعة الجهاز الفني بقدرته على تقديم الإضافة المطلوبة.
ورغم أن رودريغو لم يبدأ الموسم كعنصر أساسي في تشكيلة تشابي ألونسو، إلا أن اللاعب البرازيلي يُصرّ على القتال من أجل مكانه في التشكيلة. يعمل بجد على المستوى البدني والتكتيكي، ويطمح لاقتحام مركز الجناح الأيسر، وهو الموقع الذي يراه الأنسب له في ظل مهاراته وقدرته على التسديد ومواجهة المرمى مباشرة.
لكن المهمة لن تكون سهلة، فالمنافسة هناك تشتعل بين عدة أسماء قوية أبرزها فينيسيوس جونيور، أحد أبرز نجوم العالم في مركزه، إلى جانب فرانكو ماستانتونو والموهوب إبراهيم دياز، ما يعني أن رودريغو بحاجة إلى تقديم موسم استثنائي لإثبات نفسه من جديد.
داخل غرف الملابس، يدرك رودريغو أن بريق نجوميته تراجع قليلاً في ظل تألق أسماء مثل بيلينغهام وفينيسيوس، وحتى الحديث الدائم عن صفقات محتملة مثل مبابي. لكنه لا يزال مؤمنًا بأنه يمتلك ما يكفي ليكون أحد أضلاع المشروع المستقبلي للنادي الملكي.
وفي حال أراد العودة إلى واجهة النجومية، عليه تقديم ما هو أكثر من مجرد الالتزام. المطلوب هو التأثير، الحسم، والأداء الذي يفرض نفسه في كل مواجهة، خاصة بعد أن مرّ الموسم الماضي دون أن يترك البصمة التي كان يطمح إليها.
اللحظات الأخيرة من الميركاتو كشفت عن حجم الاهتمام برودريغو، لكنه اختار البقاء والقتال في ريال مدريد. ومع تصاعد المنافسة داخل التشكيلة، سيكون الموسم الجاري نقطة فاصلة في مستقبله داخل القلعة البيضاء.
