من داخل غرفة الملابس: بيدري يدفع نحو تغيير كبير في تشكيلة برشلونة

من داخل غرفة الملابس: بيدري يدفع نحو تغيير كبير في تشكيلة برشلونة
شاهد ملخص واهداف مباريات اليوم
شاهد ملخص واهداف الدوري الاسباني
جدول مواعيد ومعلقين مباريات اليوم

داخل أروقة برشلونة، يتشكل نقاش فني عميق لا يرتبط بالأسماء أو النجومية بقدر ما يرتبط بما يقدَّم داخل الملعب. هانسي فليك يواجه واحدًا من أكثر قراراته حساسية منذ توليه المهمة، وسط قناعة متزايدة داخل الفريق بأن التوازن الجماعي بات أهم من أي اعتبارات أخرى.

اللافت أن هذا الرأي لا يأتي من الجهاز الفني فقط، بل يمتد إلى داخل غرفة الملابس. أكثر من لاعب بات يشعر بأن هناك خيارًا يمنح الفريق انسيابية ووضوحًا أكبر في اللعب، ويُسهم في تحسين الأداء العام دون ضجيج أو أضواء. ومع تكرار هذا الإحساس، بدأ السؤال الحقيقي يفرض نفسه: من يخدم المنظومة حاليًا بشكل أفضل؟

التفاصيل الكاملة

يرى بيدري، ومعه عدد من لاعبي الفريق، أن إريك غارسيا أصبح الخيار الأنسب للبدء أساسيًا في خط الوسط على حساب فرينكي دي يونغ. القرار، وفق هذا التصور، لا يتعلق بالمكانة أو التاريخ، بل بمتطلبات اللعب الحالية تحت قيادة فليك.

عندما يشغل إريك دور صانع اللعب المتأخر، يشعر بيدري بحرية أكبر. لا يضطر للتراجع المستمر لاستلام الكرة، ويمكنه التقدم والانطلاق في المساحات، وهو ما ينعكس مباشرة على خطورة الفريق هجوميًا. في المقابل، وجود دي يونغ في هذا الدور يفرض نسقًا أبطأ، مع استحواذ أطول وتمريرات أقصر، ما يقيّد حركة بقية لاعبي الوسط.

الفارق يظهر أيضًا على المستوى الجماعي. إريك يتعامل مع الكرة بشكل مباشر، ويُحسن قراءة إيقاع المباراة، فيُسرّع اللعب عند الحاجة ويُهدئه في اللحظة المناسبة. النتيجة هي فريق أكثر سلاسة وانسجامًا، وأقل تعقيدًا في البناء.

دفاعيًا، يمنح إريك ثباتًا أوضح. لا يتراجع كثيرًا بين قلبي الدفاع، ولا يجذب الخصم إلى مناطق متأخرة، ما يسمح للمدافعين بالتحرك بثقة أكبر. هذا الأمر يلقى تقديرًا خاصًا من لاعبين مثل كوبارسي، الذين يشعرون براحة أكبر بوجوده أمامهم. في المقابل، يؤدي تراجع دي يونغ المستمر إلى إرباك الخط الخلفي وتراجع الكتلة الدفاعية بشكل مبالغ فيه.

ورغم أن إريك لا يمتلك نفس الجودة الفنية لفرينكي في التعامل مع الكرة، إلا أنه يعوّض ذلك بقراءة ممتازة للمساحات، وإغلاق مسارات التمرير، وتقديم دعم دفاعي ثابت، خاصة عند تقدم الظهيرين. هذه الموثوقية تُعد عنصرًا مهمًا بالنسبة لفليك، خصوصًا بعد المعاناة التي ظهرت في بعض المباريات الحاسمة هذا الموسم.

أرقام إريك تعكس حضوره المتزايد. لعب أكثر من 2200 دقيقة هذا الموسم، وشارك في عدة مراكز: قلب دفاع، ظهير، ولاعب وسط دفاعي، مسجلًا هدفين وصانعًا ثلاث تمريرات حاسمة. لكن قيمته الحقيقية تتجاوز الإحصائيات، لتشمل الانضباط، والالتزام، والقدرة على التضحية من أجل الفريق.

هذا التطور لم يمر دون متابعة خارج أسوار النادي. لويس دي لا فوينتي يراقب مستواه عن قرب، ومع استمراره بهذا الأداء، تزداد حظوظه في دخول حسابات منتخب إسبانيا لكأس العالم 2026، كلاعب متعدد الاستخدامات يمكن الاعتماد عليه في أكثر من سيناريو.

كل ذلك يفسر لماذا بدأت فكرة إبقاء فرينكي دي يونغ على مقاعد البدلاء تكتسب زخمًا حقيقيًا. قرار صعب، لكنه في نظر فليك قد يكون الخيار الذي يُحسّن أداء الجميع… ويمنح برشلونة التوازن الذي يبحث عنه.

Scroll to Top