أمام أكثر من 50 ألف متفرج في ملعب سانت جيمس بارك، دخل برشلونة مواجهته الأولى في دوري أبطال أوروبا بنوايا واضحة وتحضيرات دقيقة. لكن رغم الفوز المهم، لم يكن كل شيء ورديًا خلف الكواليس.
المدرب الألماني هانسي فليك خرج من المباراة بعدة ملاحظات حاسمة، قد تغيّر شكل التشكيلة الأساسية في الأسابيع المقبلة، وربما تُسرّع بقرارات كبرى داخل غرفة الملابس.
بين تألق واضح لبعض الأسماء، وأداء مُقلق من آخرين، بات واضحًا للمدرب أن قائمة اللاعبين الذين يمكن الاعتماد عليهم في المباريات الكبيرة قد تقلّصت كثيرًا.
نجم الوسط الشاب يخذل التوقعات
أحد الأسماء التي كانت تحت المجهر هو فيرمين لوبيز. اللاعب الشاب دخل المباراة مدفوعًا بثقة عالية بعد تسجيله هدفين في الجولة السابقة أمام فالنسيا، وكان يُنظر إليه كخيار هجومي مرن.
لكن واقع مباراة نيوكاسل كان مختلفًا تمامًا.
أمام القوة البدنية لثنائي الوسط الإنجليزي، غيمارايش وجويلينتون، اختفى فيرمين تمامًا من المشهد. فقد الاستحواذ في أكثر من لقطة، عجز عن الاحتكاكات المباشرة، وبدت قراءته للمباراة بطيئة أمام الضغط العالي.
أداؤه كان دون المستوى لدرجة أن فليك بدأ يُعيد حساباته علنًا، خاصة بعدما دخل داني أولمو في الشوط الثاني وقدم لمحات تُظهر الفرق الواضح في الحضور الذهني والفني.
أولمو يُثبت أنه “رجل المباريات الكبيرة”
ورغم دخوله في وقت متأخر، بدت لمسات أولمو أكثر اتزانًا وثقة. حافظ على الكرة تحت الضغط، وخلق مساحات بتوزيع ذكي، وهو ما عجز عنه فيرمين طوال اللقاء.
فليك، المعروف بدقته في التفاصيل التكتيكية، بدا منزعجًا بعد المباراة، ووفقًا لمصادر قريبة من الفريق، فقد وصف أداء بعض اللاعبين بأنه “لا يرقى لمستوى دوري الأبطال”.
قرار فني يلوح في الأفق
داخل الجهاز الفني لبرشلونة، بات هناك إجماع على أن المباريات القوية تحتاج إلى أسماء معتادة على الضغط العالي، وتتمتع بخبرة في المواجهات الأوروبية. وفي الوقت الحالي، يبدو أن فيرمين ما زال بحاجة إلى المزيد من التطور قبل أن يُعتمد عليه كلاعب أساسي.
مع تبقي مباريات حاسمة في دور المجموعات، قد يكون هذا اللقاء نقطة فاصلة في مسيرة بعض اللاعبين، وخصوصًا في مركز الوسط، الذي أصبح ساحة معركة بين عدة أسماء، تتقدمها الآن خيارات مثل أولمو، بيدري، وجافي.