يعيش نادي برشلونة حالة من الهدوء الحذر في أحد أكثر المراكز حساسية داخل الفريق، مركز حراسة المرمى. ظاهريًا، تبدو الصورة مستقرة، لكن خلف الكواليس تدور نقاشات مكثفة، وقرارات مصيرية يتم إعدادها بعيدًا عن الأضواء، في ظل قناعة متزايدة بأن الوضع الحالي لا يمكن أن يستمر طويلًا دون تعديل.
في الإدارة، هناك رضا واضح عن الحارس الأساسي الذي فرض نفسه سريعًا وأثبت قيمته فنيًا واستثماريًا، لدرجة أن الصفقة التي أُبرمت الصيف الماضي باتت تُصنّف داخليًا كإحدى أنجح الصفقات في الفترة الأخيرة. ومع ذلك، فإن الاطمئنان لا يشمل كل عناصر المنظومة، وتحديدًا ملف الحارس البديل، الذي تحوّل إلى مصدر قلق حقيقي.
مواضيع ذات صلة
حتى منتصف الصورة، كان الحل مؤقتًا، لكنه كشف عن حدود واضحة. أحد الأسماء المخضرمة تولّى المسؤولية في فترة حرجة، إلا أن الأداء في المباريات الكبرى أعاد طرح الأسئلة بقوة، وأكد للإدارة أن الاعتماد عليه في أعلى المستويات لم يعد خيارًا مضمونًا، مهما كانت خبرته أو مكانته داخل غرفة الملابس.
التفاصيل الكاملة
الحارس البولندي فويتشيك تشيزني، الذي شغل دورًا أساسيًا في فترات سابقة، قدّم مستويات متباينة، بل كارثية في بعض المباريات، ما جعله عرضة لانتقادات واسعة. ورغم التزامه المهني واحترامه الكبير داخل الفريق، فإن التقدّم في العمر وعودته بعد الاعتزال جعلا استمراره كحل تنافسي أمرًا غير واقعي. وتشير المعطيات إلى أنه يفكّر جديًا في الاعتزال مجددًا مع نهاية الموسم.
في المقابل، ازداد الغموض حول مستقبل مارك أندريه تير شتيجن، الذي خيّب آمال الإدارة والجماهير بسبب تراجع الالتزام والدور القيادي، إلى جانب راتبه المرتفع جدًا مقارنة بوضعه الحالي. داخل النادي، هناك قناعة بأن استمراره كحارس احتياطي بهذا العبء المالي غير ممكن، والبحث عن مخرج له بات مطروحًا بقوة، سواء في يناير أو الصيف المقبل.
هذا المشهد دفع الإدارة إلى فتح ملف البدائل مبكرًا، وهنا برز اسم شاب من داخل البيت الكتالوني. الحارس آرون ياكوبيشفيلي، أحد أبرز مواهب لاماسيا، فرض نفسه بقوة خلال فترة إعارته، ولفت الأنظار بأدائه اللافت في دوري الدرجة الثانية، إلى جانب مشاركاته المميزة على المستوى الدولي.
ياكوبيشفيلي أظهر ردود فعل سريعة، هدوءًا تحت الضغط، وقدرة مميزة على اللعب بالقدم، وهي صفات تحظى بتقدير كبير لدى الجهاز الفني. ووفقًا لمعطيات داخلية، اتُخذ قرار بإعادته إلى برشلونة في يونيو المقبل، ليكون جزءًا من مشروع حراسة المرمى للموسم القادم.
هانسي فليك يرى أن الحارس الشاب يمتلك المقومات الذهنية والفنية التي تؤهله للمنافسة على أعلى مستوى، وقد يكون عنصرًا أساسيًا في إعادة ترتيب هذا المركز الحساس، في ظل اقتراب نهاية مرحلة تير شتيجن وتشيزني.
بهذا، يبدو أن برشلونة يُحضّر بهدوء لتغيير مهم في مركز حراسة المرمى، تغيير قد لا يكون صاخبًا في العناوين، لكنه قد يكون حاسمًا في مستقبل الفريق القريب
