خلال ما يزيد قليلًا عن عام واحد، تغيّر المشهد بالكامل داخل أروقة برشلونة بخصوص مارك بيرنال، أحد أبرز المواهب الشابة التي كانت تُصنّف ضمن ركائز المستقبل القريب للنادي. ما حدث لم يكن قرارًا عابرًا، بل مسارًا متدرجًا بدأ بهدوء، قبل أن يتحوّل إلى ملف فني مفتوح داخل الجهاز الفني.
الإصابات لعبت دورًا محوريًا في هذا التحول. غياب طويل بسبب إصابة خطيرة في الركبة، عودة محسوبة، ثم إدارة دقيقة للحمل البدني، في ظل قناعة واضحة داخل النادي بعدم تكرار سيناريوهات سابقة كلّفت برشلونة كثيرًا على مستوى تطوير المواهب. لذلك، أصبحت الأولوية هي الاستشفاء الكامل واستعادة الإيقاع التنافسي، حتى لو جاء ذلك على حساب الظهور المنتظم.
لكن مع مرور الوقت، ظهرت معضلة جديدة تتعلق بقلة الدقائق. ورغم الحاجة الواضحة في بعض مراكز وسط الملعب، ظل مارك بيرنال خارج الحسابات الأساسية، ما فتح باب التساؤلات حول موقعه الحقيقي في مشروع هانسي فليك، خاصة بعد قرارات فنية بدت غير متوقعة في بعض المباريات.
منتصف الموسم شكّل نقطة التحول. ففي مباراة كانت مثالية لاكتساب الثقة وزيادة الخبرة، جاء قرار استبدال بيرنال بين الشوطين ليعكس واقعًا مختلفًا، ويؤكد أن النظرة الفنية تجاه اللاعب قد تغيّرت. منذ تلك اللحظة، أصبح واضحًا أن المدرب الألماني لم يعد يضعه ضمن أولوياته، حتى في ظل الغيابات المتكررة في خط الوسط، مفضلًا حلولًا أخرى داخل التشكيلة.
مع هذا المعطى، تغيّر مسار النقاش داخل النادي. الحديث لم يعد يدور حول تطوير بيرنال داخل الفريق الأول، بل عن خيار مؤقت خارج كامب نو. مصادر مقربة من برشلونة تؤكد أن إعارة مارك بيرنال في يناير باتت خيارًا مطروحًا بجدية، بهدف منحه دقائق لعب منتظمة ودورًا أكبر يساعده على استعادة مستواه وثقته بنفسه.
ووفقًا لتقارير صحفية إسبانية، يأتي جيرونا في مقدمة الأندية المهتمة بضم اللاعب، حيث يرى فيه مشروعًا قادرًا على منحه دورًا قياديًا وتجربة تنافسية حقيقية، على أن يُحسم القرار النهائي خلال الأسابيع القليلة المقبلة.
ويبقى السؤال مطروحًا داخل أروقة كامب نو:
هل تمثل هذه الخطوة محطة مؤقتة في مسيرة مارك بيرنال قبل عودته أقوى… أم بداية طريق مختلف خارج حسابات برشلونة المستقبلية؟







