منذ لحظة توليه قيادة برشلونة، نجح المدرب الألماني هانسي فليك في إعادة بناء هوية الفريق بسرعة أدهشت المتابعين، وفرض أسلوبًا جديدًا أعاد الأمل إلى جماهير الكامب نو.
لكن وسط هذا الزخم، بدأ القلق يتسلل تدريجيًا داخل أروقة النادي الكتالوني، خاصة مع الخسارة الثقيلة أمام إشبيلية بنتيجة 4-1. فهل بدأ شبح “الموسم الثاني الكارثي” يُطارد فليك من جديد؟
الأسئلة تتزايد، والتكهنات تنتشر، والتاريخ يُستدعى… فهل فعلًا لا ينجح فليك في مواسمه الثانية؟ أم أن الأمر مجرد أسطورة إعلامية لا أساس لها من الواقع؟
الحقيقة خلف “لعنة الموسم الثاني”
لتحليل الأمر بدقة، لا بد من الرجوع إلى أبرز محطات فليك التدريبية. المدرب الألماني بدأ مسيرته الفنية في وقت متأخر نسبيًا، حيث شغل منصب مساعد في منتخب ألمانيا الفائز بمونديال 2014، ثم قاد بايرن ميونيخ موسم 2019/20، بعد إقالة نيكو كوفاتش.
وفي مفاجأة غير متوقعة، أعاد فليك البايرن إلى القمة العالمية خلال أشهر، محققًا الثلاثية التاريخية (الدوري الألماني – دوري الأبطال – كأس ألمانيا)، بما في ذلك الانتصار الساحق 8-2 على برشلونة.
وفي الموسم التالي، لم يحقق الفريق نفس النجاح الأوروبي، لكنه فاز بـ4 ألقاب أخرى، واحتفظ بنسبة فوز مذهلة بلغت 81%، الأعلى في تاريخ مدربي بايرن.
إذاً، لا شيء فعليًا يُشير إلى أن موسمه الثاني مع بايرن كان فاشلًا.
المنتخب الألماني.. التجربة المعقدة
المحطة الثانية لفليك كانت قيادة منتخب ألمانيا، وهي الفترة التي أثارت معظم الانتقادات، خاصة بعد الخروج من دور المجموعات في مونديال قطر 2022.
لكن المقارنة بين تدريب نادٍ مثل برشلونة ومنتخب وطني تبقى غير دقيقة، في ظل اختلاف الظروف الفنية والبيئة التكتيكية.
برشلونة.. اختبار مختلف وسيناريو مفتوح
الآن، يعود فليك إلى الساحة من بوابة برشلونة، ويبدأ فعليًا موسمه الثاني وسط ضغوط جماهيرية وتصاعد الشكوك بعد نتائج متذبذبة.
لكن الأمل يبقى حاضرًا، خاصة مع اقتراب عودة عناصر مهمة مثل لامين يامال، ورافينيا، وفيرمين لوبيز، والذين يُتوقع أن يكون لهم دور كبير في قلب موازين الموسم.
الخلاصة
“لعنة الموسم الثاني” تبدو حتى الآن أقرب إلى وهم إعلامي من كونها حقيقة رقمية موثقة. فليك، الذي غيّر ملامح برشلونة في أشهر قليلة، لا يزال يملك الوقت والإمكانيات لتجاوز العثرة… بشرط استعادة النسق سريعًا، وتوظيف عودة النجوم المنتظرة بالشكل المثالي.