قال المدرب الوطني عبد اللطيف الحسيني إن المنتخب السعودي دفع ثمن التوسع في استقطاب اللاعبين الأجانب إلى الملاعب السعودية، وجلوس النجم السعودي على دكة البدلاء طويلا، مشيرا إلى أن كأس الأمم الآسيوية الأخيرة في الإمارات أكبر دليل على تأثر الأخضر بقرار الأجانب السبعة، مشيرا إلى أن الفترة الذهبية للمنتخب السعودي لم تشهد وجود المحترف الأجنبي في ملاعبنا ما يؤكد ضرورة منح الفرصة الكبيرة للاعب السعودي في المباريات.
وأكد الحسيني أن بطولة دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين لن تخرج عن دائرة المنافسة بين الهلال والنصر، مشيرا إلى أنهما الأفضل هذا الموسم لما يمتلكانه من مقومات فارقة ومحترفين مميزين سواء سعوديين أو أجانب، مشيرا إلى أن على كل فريق مشارك في الدوري خوض ما لا يقل عن 4 وديات قبل استئناف منافسات الدوري السعودي، في الوقت توقع عدم ظهور لاعبي الأندية بالشكل المتوقع مع انطلاق المباريات في أغسطس بسبب فترة تعليق النشاط الرياضي الطويلة نتيجة تفشي فايروس كورونا. وقال الحسيني إن فريق الهلال كسر قاعدة الإرهاق الذي قد يصيب اللاعبين جراء تداخل البطولات المحلية والقارية مع بعضها، وذلك بتحقيقه لقب دوري أبطال آسيا ورابع العالم، مع استمرار عطائه المميز في البطولات المحلية بتصدر الدوري بفارق 6 نقاط عن أقرب منافسيه. وقال الحسيني وفقًا لصحيفة “الشرق الأوسط” إنه مع استمرار الحكم الأجنبي مع منح الفرصة للحكم السعودي لإدارة عدد من المباريات.
> ما توقعك للمستويات الفنية والبدنية للفرق بعد قرار استئناف الدوري السعودي؟
– أتوقع أن يستأنف الدوري بمستويات منخفضة إذ لا أتوقع أن يظهر اللاعبون بنفس المستويات والقدرات التي كانوا عليها قبل إيقاف الدوري بدليل أننا في الظروف العادية ومع توقف الأنشطة في إجازة الصيف للفرق وعند بدء كل موسم نعاني من ضعف العطاء الفني والبدني في البداية ونحن نتوقف لشهر وشهر ونصف وتبدأ الفرق في التدرج حتى الوصول للجاهزية البدنية والفنية المطلوبة فما بالك بتوقف لأكثر من ثلاثة شهور أضف لذلك أن الفرق ستحاول تجهيز اللاعبين لمنافسة الجولات المتبقية من الدوري وهي مباريات حاسمة ونتيجة جهد موسم كامل فالوضع جداً صعب وكان الله في عون اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية الذين سيعانون من تعب كبير من جراء إعداد اللاعبين وإعادتهم لحالتهم الطبيعية.
> ما هي الطريقة الأفضل لأي فريق لإعداد لاعبيه لاستئناف الدوري؟
– يجب على كل فريق أن يخوض معسكرا إعداديا يخوض فيه بين أربع وست مباريات ودية ولكني أعتقد أن فترة الابتعاد عن المباريات والتدريبات الميدانية لفترة طويلة تجاوزت ثلاثة شهور ستؤثر على الجاهزية الفنية للاعبين التي تتكون من 30 في المائة لياقة و30 في المائة مهارة و40 في المائة لعب جماعي وتكتيكي وفي الفترة الطويلة الماضية افتقد اللاعبون الجانب المهاري واللعب الجماعي الميداني وراح يتأثر اللاعبون فيما يخص الجانب المهاري واللياقي.
> كيف تقيم الجولات الماضية من الدوري؟
– أعتقد دوري الأمير محمد بن سلمان هذا الموسم من أقوى الدوريات والمستوى الفني للفرق على العموم مرتفع جداً فلا تستطيع أن تحكم من الفائز قبل أي مباراة لتقارب المستويات كما ساهمت نوعية المحترفين الجيدين وأعني اللاعبين الأجانب في لعب دور كبير في رفع المستوى الفني للدوري بتقارب المستويات بين كل الفرق وهو ما خلق منافسة كبيرة على كل المراكز أقول هذا رغم انحسار المنافسة في الثلث الأخير من المسابقة بين الهلال والنصر حيث تبقت ثماني جولات فقط.
> برأيك ما الفريق الذي يستحق لقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين هذا الموسم؟
– أعتقد أن الهلال ومن ثم النصر هما الأحق بلقب الدوري لهذا الموسم فهما الأفضل مستوى من بين كل الفرق ويملكان أفضل اللاعبين المحليين والأجانب.
> قرار استمرارية الأجانب السبعة في الدوري السعودي للمحترفين ألا ترى أنه سيؤثر على المنتخب؟
– قرار استمرار الأجانب السبعة في الدوري لدينا له جوانب إيجابية وأخرى سلبية فهو رفع مستوى الدوري وجعل المنافسة أقوى وباتت أغلب المباريات قوية وفيها منافسة عالية ونحن استمتعنا بها كثيرا ولكن أبرز سلبيات أنه حد من مشاركة اللاعب المحلي وهذا أثر على أداء منتخبنا الوطني ولعلنا لاحظنا من قبل أن عند وجود المحترفين الأجانب الأربعة المطبق قبل تأهلنا لبطولة كاس العالم الأخيرة في روسيا حيث برز لدينا لاعبون محليون كثر كون فرصة مشاركتهم كانت أكثر بينما بعد قرار الأجانب السبعة لاحظنا تأثر المنتخب كثيراً فخرجنا من بطولة كأس الأمم الآسيوية في الإمارات وافتقدنا وجود المهاجم في تلك البطولة كون المهاجم المحلي احتياطا للمهاجم الأجنبي وكل الأندية تعتمد على ذلك مما أثر سلباً على هجوم المنتخب وطبعا المهاجمان عبد الله الحمدان وفراس البريكان لاعبان صغيران وتنقصهما الخبرة ولهما مستقبل وأتمنى لهما التوفيق ولكن فرصتهما صعبة وقد لا يجدان الفرصة الكاملة للمشاركة مع فريقيهما في ظل اعتماد الأندية على المهاجم الأجنبي ولو عدنا للوراء سنوات طويلة في الفترة الذهبية لمنتخباتنا السعودية وخصوصا المنتخب الأول والتي حقق من خلالها بطولات آسيوية وتأهل عدة مرات لبطولة كأس العالم كانت في الفترة من عام 1403 وحتى نهاية 1412 وهذه السنوات العشر لم تشهد وجود اللاعبين الأجانب وشاهدنا بروز العديد من اللاعبين المحليين المميزين في كل المراكز من الحراسة وحتى الهجوم بسبب إتاحة الفرصة الكاملة ليشاركوا فرقهم بدون مزاحمة اللاعب الأجنبي لهم وأختم بمثال لمهاجم سعودي مظلوم بسبب قرار السبع أجانب وهو اللاعب صالح الشهري والذي أراه من أفضل المهاجمين السعوديين ولم يمثل المنتخب الأول بسبب اعتماد الهلال وقبله الرائد على المهاجم الأجنبي.
> ما رأيك في الاستعانة بالحكم الأجنبي، ومتى تعتقد أن الحكم السعودي سيكون جاهزا لقيادة مباريات الكلاسيكو والديربي والنهائيات؟
– أنا مع قرار استمرار الحكم الأجنبي في ملاعبنا مع إعطاء الفرصة للحكم السعودي المتميز فرصته لإدارة المباريات ونحن شاهدنا حكاما أجانب ارتكبوا أخطاء فادحة في بعض المباريات رغم وجود تقنية الفيديو (VAR) وصحيح أن الحكم السعودي معرض لضغوط الأندية ووسائل الإعلام والجماهير ولكن الحكم الجيد يفرض نفسه ولا يكترث بهذه الضغوط فهي جزء من اللعبة وعليه أن يحسن التعامل معها.
> كيف ترى تحقيق الهلال لقب دوري أبطال آسيا 2019 بعد مضي 17 عاما عن آخر لقب قاري حققه، ما هي أسباب هذا الإنجاز ولمن يعود الفضل في ذلك؟
– بعد توفيق الله ثم الدعم الكبير الذي وجده نادي الهلال من قبل الأمير الوليد بن طلال الذي دعم إدارة النادي الحالية بكل قوة ووضع ثقته فيهم وكانوا عند حسن الظن فيهم برئاسة فهد بن نافل الرجل القليل في كلامه والكثير في عمله ووجود أعضاء إدارة ممتازة متمثلة بعبد الله الجربوع المدير التنفيذي وفهد المفرج عضو مجلس الإدارة وسعود كريري مدير الفريق بما يمتلكونه من خبرات كروية وإدارية في التعامل مع البطولات الآسيوية ومع وجود نخبه من أميز اللاعبين المحليين السعوديين الذي يمثلون حاليا عماد المنتخب الأول يدعمهم محترفون أجانب أحدثوا الفارق للهلال في دوري الأبطال وخلفهم مدرب متمرس من عائلة تدريبية كبيرة وأعني رازفان لوشيسكو وكافة مساعديه كل هذا أثمر الفوز بالآسيوية وتحقيق رابع العالم وتصدر الدوري بفارق ست نقاط.
> برأيك كيف استطاعت إدارة نادي الهلال أن تعيد الفريق إلى أجواء المنافسة المحلية بعد الفوز بالآسيوية وتحقيق رابع العالم؟
– لا شك أن إدارة نادي الهلال برئاسة فهد بن نافل أحسنت في إعادة الفريق لأجواء الدوري المحلي والمنافسة بقوة وتصدر فرق الدوري وبفارق جيد من النقاط وصل إلى 6 نقاط عن النصر أقرب منافسيه وذلك بعد مشاركة مميزة في دوري أبطال آسيا وكأس العالم للأندية حققت فيها اللقب الآسيوي بعد انقطاع لسنوات طويلة والحصول على مركز مشرف وهو رابع العالم وكما يعلم الجميع أن الإعداد لموسم فيه مشاركة آسيوية في بداية الموسم يحتم عليك أن تدخل الموسم بإعداد قوي بحيث تكون الجاهزية الفنية والبدنية للاعبين مرتفعة جداً لأن الفريق سيدخل في منافسات آسيوية إقصائية وهو ما حدث للهلال مطلع هذا الموسم وغالبا الفريق الذي يصل للنهائي الآسيوي سواء حقق اللقب أو لم يحققه يكون موسمه المحلي انتهى بسبب الإجهاد وكثرة الإصابات وهذا لاحظناه مع الهلال والأهلي وفي فترة سابقة الاتحاد ولكن صحيح أن الهلال كسر هذه القاعدة عندما حقق لقب الدوري موسم 2018-2017 وهو الموسم الذي خسر فيه النهائي القاري أمام اوراوا 2017 لكن علينا أن ندرك أن لاعبي الهلال وبعض الإداريين في الإدارات السابقة اكتسبوا خبرات في التعامل مع هذه القاعدة ونجحوا في كسرها ونفس الحال الآن استطاعوا أن يعودوا للمنافسة بقوة ويعتلوا صدارة الدوري قبل تعليق النشاط الرياضي.
> هل هناك مقترح تود أن تقدمه للاتحاد السعودي لكرة القدم؟
– أقترح عليهم وفي ظل قرار استمرار المحترفين الأجانب السبعة أن يتم إقامة دوري «B» حتى نساعد من خلاله المحترفين السعوديين الذين لا يجدون الفرصة في المشاركة مع فرقهم في دوري المحترفين لتكون مشاركتهم في هذا الدوري خير تجهيز لهم للمشاركة مع المنتخبات السعودية.