أعصاب، إثارة، ريمونتادا خادعة، غليان، كثيرة هي الكلمات التي يمكن أن نصف فيها المباراة المجنونة بين يوفنتوس وريال مدريد، والتي انتهت بفوز الأول بثلاثية مقابل هدف، لكن الثاني هو من عبر إلى نصف النهائي بفضل الهدف القاتل الذي أحرزه كريستيانو رونالدو في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع من علامة الجزاء.
ريال مدريد واجه إعصار من يوفنتوس في هذه المباراة بدأ من الدقيقة الأولى حتى الدقيقة الأخيرة من الوقت الأصلي، قبيل أن تأتي اللقطة الأكثر إثارة للجدل في هذه المباراة وتمنح الريال بطاقة العبور.
ريال مدريد استحق التأهل
الفريق الملكي قدم مباراة جيدة نوعاً ما، صنع الكثير من الفرص على مرمى جيجي بوفون، واستحوذ بنسبة أكبر على الكرة، لكن الهدف المبكر، وسوء التوفيق الذي لازم رونالدو وإيسكو جعل المهمة معقدة للغاية.
لم يظهر ريال مدريد بالشكل المعتاد منه في دوري الأبطال، وارتكب زيدان أخطاء تكتيكية ساهمت في معاناة فريقه، عدا عن الأخطاء الفردية التي وقع بها بعض اللاعبين، لكن الفريق لم يكن بسوء أن يخسر بثلاثية نظيفة، فعلى الأقل كان يستحق تسجيل هدف.
على الجهة المقابلة، ظهر يوفنتوس أنه يملك شخصية قوية جداً في هذه البطولة، وقدم مباراة كبيرة جداً سوف تدخل في التاريخ، سواء على الصعيد الدفاعي أو الهجومي، لكن رغم براعة أليجري واللاعبين، إلا أن الريال هدد مرماهم كثيراً، وسيطر بشكل أكبر على اللقاء، وهذا مؤشر هام أن الميرنجي لم يكن كارثياً لدرجة أن يودع البطولة بهذه الطريقة.
مغامرة غير محسوبة من زيدان .. ولكن !
زيدان أخطأ كثيراً عندما دفع بجاريث بيل على حساب كريم بنزيما، صحيح أن الأول أفضل من حيث المعدل التهديفي، وربما يملك جودة أعلى من المهاجم الفرنسي الذي لم يسجل سوى 9 أهداف منذ بداية الموسم، لكن توليفة بنزيما ورونالدو وإيسكو كانت تأتي بنتائج جيدة دائماً، وبالتالي لم يكن هناك داعٍ لهذا التغيير، خصوصاً وأن النجم الويلزي اشترك أساسياً في ديربي مدريد.
كذلك كان من الأفضل لزيزو أن يقحم كاسيميرو بدلاً من خيسوس فاييخو، لأن الأخير ليس جاهزاً على الصعيد البدني أو النفسي، رغم أنه لا يتحمل مسؤولية الأهداف، لكن وجوده بالملعب كان مربكاً لرباعي خط الدفاع والحارس كيلور نافاس.
كاسيميرو .. مشكلة في كل شيء هذا الموسم
النجم البرازيلي استعاد مستواه في الأسبوعين الأخيرين وبات يقدم أداء مشابه للموسم الماضي، لكن في مباراة اليوم، كان كارثياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث دخل المباراة وكأنها تلعب على الصعيد الودي، تغطية كارثية في عمق الملعب، تكاسل في الضغط، عدم القدرة على الخروج بالكرة، سلبيات ساهمت بشكل رئيسي في معاناة الريال.
ويعود سبب مستواه السيئ لعاملين، الأول هو الانتصار العريض في مباراة الذهاب الذي جعله يدخل في مرحلة تراخي، والثاني لأنه كان يتوقع طوال الأسبوع الماضي أن يشترك في قلب الدفاع، وقد هيئ نفسه ذهنياً على هذا الأساس، لكن عودة فاييخو في منتصف الأسبوع غيرت كل شيء، مما جعل النجم البرازيلي فاقداً لتركيزه وحماسه لهذا اللقاء.