تاريخ كبير يربط الأسطورة الأرجنتيني بنادي برشلونة 16 عامًا من العطاء دون انقطاع بقيت في قلوب محبي ومشجعي النادي الكتالوني ،خاض البرسا أول لقاء رسمي دون ميسي أمام ريال سوسيداد في أفتتاح مشواره للموسم الجديد ولم تنسي الجماهير المحبه للأرجنتيني عطاء الاسطورة ففي الدقيقة العاشرة نادت “ميسي، ميسي، ميسي”، جعلته حاضرًا .
وكما توقعنا في مباراة خوان جامبر ضد يوفنتوس عندما حدث ذلك الهتاف للمرة الأولى، يبدو بالفعل أن النداء على ميسي في الدقيقة العاشرة سيكون عادة في النادي الكتالوني.
المعلق الكبير رؤوف خليف خرج بتعبير هو الأنسب للمرحلة الحالية، عندما قال في تعليقه على المباراة “رحل الملك وبقيت المملكة”.
صحيح أن ميسي يمثل الجزء الأكبر من تاريخ برشلونة منذ بداية الألفية الجديدة لكن رحيله لن يعني نهاية برشلونة، وإلا كان رحيل رونالدو مثل نهاية ريال مدريد ورحيل مارادونا هدم نابولي، وانتهاء مسيرة بيليه ألقت بتاريخ سانتوس في البحر.
نظرة على لقاء ريال سوسييداد!
ضد ريال سوسييداد ظهر برشلونة فريقًا شابًا حيويًا لا يعاني من التأخر في نقل الكرات، وأصبح نجومه أكثر حيوية.
رأينا الفريق يستعيد الكرات بسرعة، ويدافع ويهاجم كتلة واحدة، نحن هنا لا نقول أن ميسي كان يمنع الفريق من كل ذلك، لكن هكذا كان الحال في كامب نو.
الفريق تنوعت طريقة لعبه، وأصبح يهاجم الخصم من الأطراف ومن العمق ومن اللعب المفتوح ومن الكرات الثابتة.
حتى أن الضغط العالي الذي ينفذه الفريق أصبح أكثر فعالية في تلك المباراة، ربما لأسباب لا تتعلق بغياب ميسي، لكن هذا هو الواقع الذي شاهدناه في أعين نجوم ريال سوسييداد الذين شعروا بأيدي وأقدام نجوم برشلونة وهم يخنقونهم في وسط ملعبهم وأمام منطقة جزائهم.
نجوم أمثال أنطوان جريزمان رأيناه يتحرك بحرية أكبر في الملعب، ويحصل على أدوار مختلفة عن تلك التي كان يقوم بها في وجود ليونيل ميسي.
لم يكن جريزمان أفضل من في الملعب، لكن مع الوقت من المؤكد أن الأداء سيتحسن، بالأخص عندما يتم غلق نافذة الانتقالات ويتوقف الحديث عن عودته لأتلتيكو مدريد.
هناك أيضًا بيدري المنهك الذي قدم مباراة جيدة نوعًا ما، والذي إذا ما حصل على الراحة المناسبة من المؤكد سنراه يقدم مستويات أفضل حتى من الموسم الماضي.
نجوم برشلونة في السابق كان اعتمادهم في الأوقات الصعبة دائمًا ما يقع على كاهل ليونيل ميسي، الذي سينقذهم مهما تأزم الموقف.
تزايد ذلك الشعور لدى نجوم الفريق مع كل مناسبة نجح فيها ميسي في الإبحار بهم إلى بر الأمان، حتى أصبح الأمر يميل للاعتماد بشكل كلي على ليونيل.
الآن أصبح نجوم برشلونة في وضع مخالف تمامًا، فميسي غاب عن برشلونة وانتهت مرحلته، وأصبح على الفريق أن يظهر استحقاقه وإمكانياته.
ذلك الأمر منح وسيمنح نجوم الفريق المزيد من الدوافع لتقديم كل ما لديهم ليثبتوا أنهم لديهم من القدرات ما يسمح لهم بتمثيل النادي الكتالوني.
هل أصبحت الحياة وردية بعد ميسي؟!
لا تعني الكلمات السابقة أن الحياة بعد ليونيل ميسي أصبحت وردية في برشلونة، على النقيض تمامًا، فريال سوسييداد ليس الاختبار الذي يجب على الجماهير أن تقيس عليه بقية الموسم.
المباراة كانت سهلة نوعًا ما على برشلونة، بالأخص مع المستوى السيئ للغاية للضيوف والذين ظهروا في حالة استسلام تام لبرشلونة.
سيكون هناك مشاكل وعثرات ولن يظهر جني ميسي من العدم ليحلها كما كان الوضع قبل أشهر وأسابيع قليلة.
كومان عدو نفسه
المدير الفني لبرشلونة أبى أن تمر المباراة دون أن يضع بصمة سيئة فيها، بالتحديد عند الدقيقة الـ 71 عندما بدأ التفكير وأجرى التغييرات.
خروج فرينكي دي يونج، وبقاء بيدري في ذلك الوقت كان أمرًا يثير التعجب، بالأخص مع كم الدقائق الذي لعبه الشاب الإسباني طوال الموسم الماضي والذي التحم بالجاري.
تحكم سوسييداد بمجريات الأمور فأصر كومان على استمرار بيدري المنهك وأخرج سيرجيو بوسكيتس ودفع بالشاب نيكو ليصبح وسط ملعب الفريق عبارة عن روبرتو المهزوز ونيكو الشاب وبيدري الذي لن نجد كلمات لنصف حالته البدنية.
أضاف سوسييداد الثاني ولولا حسم البديل روبرتو للنتيجة في النهاية لكان كومان قد سقط ضحية انتقادات الجماهير اليوم.
الحكم على وضع برشلونة بعد رحيل ميسي من مباراة واحدة سيكون أمر غير موضوعي، والتسليم بأن الفريق بخير في غيابه فيه شيء من الجنون.
برشلونة أمامه أحد أطول المواسم في غياب ليونيل ميسي، الذي أصبح دائم للمرة الأولى في تاريخ برشلونة منذ ظهوره.
السقوط سيحدث، حتى لو كان ميسي متواجدًا، لكن الأمر الوحيد المؤكد أن النادي بدأ مرحلة جديدة في تاريخه، سنطلق عليها ما بعد ميسي.