نجح المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد في تحقيق التفوق لفريقه علي غريمه التقليدي برشلونة في ثاني مواجهاته خلال ولايته الثانية للمرينجي .
ريال مدريد بدوره فاز للمرة الأولى في 4 مباريات بالكلاسيكو على التوالي وهو حدث لم يتكرر منذ ستينات القرن الماضي.
أنشيلوتي تفوق وكومان سقط، ولكن التفاصيل الصغيرة حكمت المباراة أكثر منها تفوق فني واضح لمدرب على آخر.
في البداية لعب كارلو بطريقته المفضلة والتي نجحت أمام شاختار برسم 4-3-3 وثلاثية الوسط المعتادة مع وضع فينيسيوس على الرواق الأيسر ورودريجو في الجهة اليمنى وبنزيما بالطبع في العمق.
أما صاحب الأرض فلعب أيضًا 4-3-3 وحافظ على ديست في مركز الجناح ووضع مينجويزا في مركز الظهير الأيمن لأجل إيقاف خطورة فينيسيوس السريع والمهاري ونقطة انطلاق هجمات الملكي.
نستطيع أن نقول إن برشلونة تفوق في أول 20 دقيقة من حيث الضغط والاستحواذ وسرعة استعادة الكرة بل وكاد أن يتقدم لولا فرصة ديست المهدرة.
ولكن الهدف جاء كما توقع الجميع، مرتدة سريعة بقيادة فينيسيوس وتغيير اللعب إلى الجهة اليمنى ثم استكمل ألابا الهجمة ليضعها في الشباك.
سقطت فكرة كومان بإيقاف منيجويزا لخطورة فينيسيوس، ولكن كومان صحح الوضع في الشوط الثاني بإعادة ديست لمركز الظهير الأيمن الذي كان خيارًا أفضل.
أما الريال فكما جرت العادة في الكلاسيكو اكتفى بالتحولات، وجاء بهدف في الشوط الثاني من مرتدة كذلك قتلت المباراة.
لو نظرنا إلى تشريح هجوم برشلونة نجد أنّ الاعتماد الكلي لفترات طويلة في الشوط الثاني جاء من جهة ألبا وبالتالي أصبح الأمر أسهل على دفاع الملكي، ومع خروج جافي وحصول ديست على التعليمات بالتقدم هجوميًا أصبحت الخطورة أكبر لكن الوقت متأخر.
لو نظرنا إلى طبيعية الهدفين اللذين سجلهما ريال مدريد نجد أن الكرة قُطعت بسبب ديباي وعادت بمرتدة، وهذا مربط الفرس، ديباي يفكر بشكل أبطأ مما يجب عليه في هجوم برشلونة.
لو أنّ ديباي سدد الكرة التي مررها بيكيه له لربما سجل هدف التعادل وقتها أو حتى تصدى كورتوا وتحولت إلى ركنية بدلًا من مرتدة، ولو أنّ ممفيس لم يبالغ في مراوغة بلا داع لما قطعها ألابا.
أزمة ممفيس أنّه يحتاج وقت طويل ليتخذ القرار الأنسب، وهكذا الأمر مع كوتينيو وبالتالي الفريق يعاني في الثلث الهجومي لأن النجوم لا يمتلكون القدرة على اتخاذ القرار السريع.
في المقابل نرى بنزيما وفينيسيوس وقدرة مودريتش وكروس وغيرهم على تحويل جهة اللعب كله بلمسة واحدة والسبب سرعة اتخاذ القرار الصحيح.
هكذا الليجا وهكذا كرة إسبانيا، فالوقت يحتاج إلى منافس بطيء التفكير وهذا غير موجود.
برشلونة تحسن في هذه المباراة عن لقاء فالنسيا أو دينامو، وصحيح سقط في الكلاسيكو وتتضرر في الدوري لكن قد يبني على مباراة الليلة لتصحيح الأوضاع، أما أنشيلوتي فبرهن أنّه المدرب القادر على تطوير العناصر المتاحة أمامه وتحويل عيوبه إلى مميزات ولذلك هو دائمًا رقم صعب أمام أي منافس.