النذالة وعثمان ديمبيلي.. وجهان لعملة واحدة والضحية برشلونة! دليلك لتكون “ناكراً للجميل”!

close >

إن كان برشلونة في السنوات الماضية عانى ويلات الفشل رياضيًا، فإنه دفع ثمنه الآن أخلاقيًا، أو هكذا يمكن التفكير بمجرد النظر إلى حالة عثمان ديمبيلي وما يريده من أجل التجديد للنادي الكتالوني.

يعاني برشلونة من أزمة اقتصادية كبيرة، ولديه أزمة أخرى وهي سقف الرواتب المحدد من رابطة الدوري الإسباني، لكن ديمبيلي قرر عدم المساعدة، بل على النقيض، وصل البرسا في ورطة أكبر بعد مطالبه للتجديد.

يريد الدولي الفرنسي البالغ من العمر 24 عامًا أن يتقاضى 30 مليون يورو سنويًا مع مكافأة ولاء ضخمة له ولوكيله رغم كل الظروف، وتبريره لكل ذلك صفقة فيران توريس، الذي سيتقاضى 5.5 مليون يورو ليتناسب مع الوضع الاقتصادي للبرسا.

إن ما فعله ديمبيلي مع برشلونة أقل ما يمكن أن يوصف به هو “النذالة”، لقد قام اللاعب الفرنسي بما لو احتاج علماء النفس لتقديم نموذج عملي في رسالة ماجستير أو دكتوراة، لوصف ما هي النذالة، لاستعانوا به دون تردد كدراسة حالة.

التغطرس

التعريف الأول للنذالة هي أن يعتري الشخص حالة من التغطرس والتكبر على من هم أقل من رتبة، أو في عبارة أخرى، من هم في موقف أضعف منه.

هذا تمامًا ما يقوم به ديمبيلي، حالة من التغطرس غير مفهومة بالمرة على برشلونة، في كل مناسبة يتحدث هو أو وكيله وكأنه آخر ما تبقى من دييجو آرماندو مارادونا، وترجم ذلك إلى المال ولا شيء غيره.

يدرك ديمبيلي وضع برشلونة الصعب رياضيًا تحديدًا، هذا جعله متغطرسًا ومتكبرًا، سواء بالنظر إلى أن المشروع الرياضي لا يناسب قدراته الاستثنائية، أو بأنه يماطل في المفاوضات بصورة غير مفهومة البتة، كل هدفه بها التقليل من البرسا ليس إلا.

نكران الجميل
التعريف الثاني للنذالة يأتي في شكل نكران الجميل، أن يصنع لك شخص معروف، فتكون النتيجة أن ترد ذلك بسوء، تمامًا ما فعله ديمبيلي مع برشلونة!

دفع برشلونة للتعاقد مع ديمبيلي ما تخطى 100 مليون يورو، منحه راتبًا وهو في العشرين من عمره لا يحلم بنصفه (12 مليون يورو) وما هو المقبل؟ إصابات أول أربعة أعوام جعلت مشاركاته معدودة وضعيفة جدًا من الناحية الفنية.

معروف برشلونة ليس فقط الأموال، بل الصبر، النادي لم يهاجم ديمبيلي رغم إصاباته وابتعاده الدائم عن الملاعب، بل منحوه الدعم ومنحوه التواجد في أفضل المنصات الطبية، هذا ليس تفضلًا منهم (بخصوص العلاج) لكن أي نادٍ آخر كان ليتخلص من اللاعب بأسرع صورة ولا يمنحه كل تلك الفرص.

كيف كان رد الجميل؟ نكرانه! ديمبيلي بمجرد أن لعب مباراتين جيدتين في عهد رونالد كومان ربط نفسه بأندية عملاقة وأراد الرحيل، والآن في عملية التجديد، استكبر أن يوافق على الراتب المتوسط لدعم النادي رغم الوعود المتكررة بزيادته، وكأنه نسيّ كيف تمسك برشلونة به والجميع يرفضه!

استغلال بؤس الآخرين
ليست إهانة لبرشلونة، بل إنها حقيقة، النادي الكتالوني في حالة بؤس كبيرة على الصعيد الاقتصادي وحتى الرياضي، فكيف تعامل ديمبيلي مع الأمر؟ تمامًا كما يقول مفهوم النذالة.

أجمعت الصحف الكتالونية أن ديمبيلي ووكيله يماطلون بكل السبل ويريدون أن يكونوا في موقف قوة، باعتبار أن عقد اللاعب ينتهي في الصيف المقبل ويمكنه التوقيع مجانًا أينما شاء، وبالتالي جمع أكبر قدر ممكن من المال سواء من برشلونة أو من النادي الجديد.

استغلال بؤس برشلونة الاقتصادي بهذه الطريقة أمر مثير للغضب حقًا، فهذا النادي الذي منحك كل شيء، لماذا لا تقف بجواره؟ إن لم تقف بجواره، فعلى الأقل لا تستغل بؤسه أملًا في جلب عروض أخرى من الخارج، لتسر الأمور بطريقة مناسبة لجميع الأطراف، وليس بإقحام اسم البرسا في كل خبر أملًا في زيادة سعرك والأموال التي تأتي إليك.

الغيرة
من غير المتعارف أن الغيرة تدخل في حيث النذالة، لكن في حالة ديمبيلي، يمكن القول أن الغيرة كان أساسًا هامًا لتحوله إلى “نذل” بامتياز في علاقته مع برشلونة.

تقول الصحف أن ديمبيلي كان على استعداد للتفاوض والتخلي عن الأموال وغيره، لكن بمجرد أن علم بقدوم فيران توريس والأموال المدفوعة فيه، استشاط غضبًا وغيرةً في آن واحد، وقرر تدمير كل شيء.

الغريب أن قيمة ديمبيلي لدى برشلونة رياضيًا مضمونة، واقتصاديًا فيران سيتقاضى أقل منه، ومع ذلك هو لا يقبل بوجود أو أي احتمالية لشخص ينافسه على كلا الصعيدين، ومن هنا أكد مفهوم النذالة بطريقته الخاصة في مفاوضات التجديد.

ما فعله ديمبيلي مع برشلونة مأسويًا، الإبقاء عليه بعد كل الضرر الرياضي من خلفه، والآن الضرر الأخلاقي الذي لحق بالنادي بسببه، أمر يهين كرامة البلوجرانا، فهو لم يقدم ربع عطاء أي أسطورة من أساطير النادي، واكتفى فقط بالتلاعب ونكران الجميل.. ببساطة، كان نذلًا بامتياز مع من دعموه من إدارة وجماهير!