استعاد فريق برشلونة سحره وبريقه في المباريات بعد بداية موسم صعبة جداً وأصبح خلال فترة قصيرة لا تتعدى شهرا من بين أفضل الأندية الأوروبية تسجيلاً للإحصائيات والأرقام التهديفية، كذلك في عدد المباريات دون خسارة وهو ما أعاد الثقة للاعبين والمشجعين.
وهناك 5 عوامل مهمة ساهمت في عودة النادي لسابق عهده وبمستوى لم يشاهده محبوه في آخر 4 سنوات، تعاقب فيها مدربون خلالها بمختلف خططهم عليه، لكنهم فشلوا لعدة أسباب، ولحسن الحظ أن الوضع تغير مع المدير الفني، تشافي هيرنانديز الذي طبق أفكاره على لاعبين مميزين استقدمتهم الإدارة خلال فترة الانتقالات الأخيرة.
أولا- برشلونة ورقم مميز في 2022
بغض النظر عن خسارته بصعوبة أمام ريال مدريد في كأس السوبر الاسباني، ثم أتليتيك بلباو بكأس الملك، وكلاهما بعد الأشواط الإضافية، سجل فريق برشلونة أرقاما جيدة في الدوري خلال عام 2022، ولم يخسر في أي مباراة في الدوري، بينما كان شهر شباط هو الأفضل بالنسبة إليه، إذ فاز في 6 مباريات وحقق التعادل 4 مرات من أصل 10 مواجهات.
ثانيا – ثالث فريق أوروبي هزاً للشباك
تحسنت أرقام برشلونة الهجومية بشكل واضح، وتألق لاعبوه ليسجلوا عدة أهداف، حتى عند الخسارة، فسجل الفريق نفسه كثالث الأكثر تسجيلاً على المستوى الأوروبي بـ(28) هدفاً في آخر 12 مباراة، وقبله ريال بيتيس بـ(30) هدفا وليفربول (31) هدفاً.
ثالثا – كسر نحس دام 4 سنوات
وفقد الفريق الأمل وبدأ في تسجيل الأرقام المخيبة، بعد أن كان بعبع الدوري الإسباني، ليس فقط بانتصاراته، بل بعدد الأهداف التي يسجلها في كل مباراة، لكن الفرج جاء في عهد تشافي، وكسر نحساً رافقه في آخر 4 سنوات، عبر تحقيقه الفوز في ثلاث مباريات متتالية بتسجيل 4 أهداف في كل مباراة، وكانت ضد فالنسيا ثم نابولي وأتلتيك بلباو أخيراً.
رابعا – عودة المتعة في الملعب
لا يختلف عشاق فريق برشلونة على أنهم افتقدوا لمتعة فريقهم الذي اشتهر بخطة “تيكي تاكا” واللعب الجميل، وذلك بتأثير من خطط مدربين لم يقدروا على إيجاد التوليفة الصحيحة، كذلك المشاكل الإدارية في عهد الراحل بارتوميو، وتأكد المتابعون خلال المباراة الأخيرة من عودة المستوى الفني الذي بلغه الفريق، عبر إخراج الكرة من الدفاع بطريقة سلسلة، ومراوغات رائعة قدمها بيدري في لقاء تاريخي، وأهداف جميلة هزت مدرجات “كامب نو”.
خامسا – كسر الحاجز أمام الأندية الكبيرة
وفشل برشلونة في السنوات القليلة الأخيرة في الصمود أمام الأندية الكبيرة، سواءً في أوروبا و هزائم مذلة ضد بايرن ميونخ وباريس سان جيرمان، أو بالدوري أمام ريال مدريد و”الكولتشونيروس”، إلا أن لمسة تشافي غيرت الكثير خاصة نفسية اللاعبين، فأضحوا لا يشعرون بعقدة النقص أمام هذه الأندية، وهو ما تجسد في تفوقهم على أتلتيكو مدريد برباعية، ثم نابولي بنفس عدد الأهداف، وهو تغيير لم يكن ينتظره أكبر المتفائلين من محبي فريق ” البلاوغرانا”.