يقف لاعب غاني على تنفيذ ركلة ثابتة تجاه مرمى أوروغواي في الدقائق الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني في ربع نهائي أول كأس عالم يقام في إفريقيا، الحارس موسيليرا يفشل بالتعامل معها، تسقط أمام لاعب غاني يسددها في المرمى الخالي، يبعدها لويس سواريز بقدمه، ترتد إلى غاني آخر يلعبها برأسه وتتجه نحو الشباك، سواريز يبعدها بيده، يطرد بالبطاقة الحمراء وتحصل غانا على ركلة جزاء، ولويس يصبح مكروهاً لدى شعب بأكمله بسبب حادثة مر عليها 12 عاماً.
حصلت غانا على ركلة الجزاء القاتلة، أساموا جيان يتقدم لها، على أمل أن يكون منتخب بلاده أول فريق إفريقي يبلغ نصف نهائي كأس العالم ويلحق بالجارة آسيا التي تواجد أحد منتخباتها وهو كوريا الجنوبية في نصف نهائي كأس العالم 2002، لكن الهداف القادم من أكرا اختار تسديد الكرة نحو العارضة، وبعدها فازت أوروغواي بركلات الترجيح.
سئل سواريز يوم الخميس قبل مواجهة المنتخبين الحاسمة في مونديال 2022 عن ما إذا كان يشعر بالندم بسبب إبعاد الكرة بيده، فأجاب: لا أشعر بالندم تجاه ما فعلته في تلك المباراة، فأنا لم أهدر ركلة الجزاء. إجابة يؤمن بها الهداف التاريخي للمنتخب الأميركي الجنوبي، لكن بالنسبة لـ32 مليون غاني فإن ذلك لا يغنيهم عن الثأر، والسنوات الطوال لم تمح ألم القلوب المحطمة ذات يوليو من 2010.
قال أساموا جيان، الهداف الذي أخطأ المرمى في تلك الليلة عبر كتاب يروي سيرته الذاتية صدر العام الحالي: إهدار ركلة الجزاء تلك كانت أسوأ لحظة في مسيرتي المهنية، أشعر بأنني خذلت الشعب الغاني برمته، أحياناً أفيق من النوم وأتذكر ما حدث ويتعكر مزاجي. بينما قال لإذاعة “توك سبورت”: كنت لأفعل مثلما فعل سواريز لو كنت في مكانه.
وفي مجلس الوزراء الغاني تلك الفترة طالبت أكوا سينا دانسوا وزيرة الرياضة بتغيير قواعد لمسة اليد، زاعمة أن منتخب بلادها تعرض للسرقة أمام أوروغواي، بل إن دانسوا ذهبت إلى أبعد من ذلك عندما طالبت أعضاء الاتحاد الإفريقي بالتعاضد ضد ما أسمته بـ”المعاملة غير العادلة” لمنتخبات القارة في البطولات العالمية.
عقب تلك اللمسة، انتقل سواريز لاعب أياكس أمسترادام حينها إلى ليفربول الإنجليزي، وبعد مونديال البرازيل ارتدى قميص برشلونة الإسباني وفي 2020 رحل إلى أتلتيكو مدريد الإسباني قبل العودة إلى نادي ناسيونال الأورغوياني الذي بدأ به مسيرته الرياضية، كما فاز ببطولة كوبا أميركا مع منتخب بلاده، لكن الشعب الغاني لم ينس وما زال يتمنى مشاهدة دموع سواريز.
وفي أكرا يوم الأربعاء قبل ساعات من مواجهة غانا وأوروغواي في كأس العالم الحالية، قال فيليب الذي يشتري قميص “النجوم السوداء”: لويس سواريز، لويس سواريز، لن ننسى ويوم الجمعة سيكون الثأر، كانت الكرة ذاهبة إلى الشباك لكنه منعها بيده.
ونسى الرئيس الغاني السابق جون ماهاما البروتوكولات السياسية بسبب استرجاعه لحادثة لويس سواريز، وقال في أبريل الماضي: كانت فرصة غانا لمعانقة التاريخ لكن سواريز فعل ما فعل، لقد حطم قلوب الأفارقة كلهم، ولن أسامحه على ما فعل.