العديد من القرارات التي يتم اتخاذها تثير الكثير من الغضب والاستياء، إلا أن الأيام كفيلة بإثبات صحة هذه القرارات وإنصاف الشخص الذي تحمل عواقبها في البداية.
المدرب الألماني هانسي فليك يعيش هذا الأمر الآن بعدما اتخذ قرارًا مضادًا لرئيس النادي خوان لابورتا في الصيف الماضي، ولكن أثبت الوقت صحة كلامه.
ووفقًا للمعلومات الواردة من صحيفة “إل ناسيونال” الإسبانية، في الصيف الماضي، كان فيديريكو كييزا قريبًا من الانضمام إلى برشلونة كتعزيز طارئ، بعد فشل النادي في التعاقد مع نيكو ويليامز.
عُرض المهاجم الإيطالي، الذي فقد مكانته في يوفنتوس، على برشلونة مقابل سعر منخفض قدره 15 مليون يورو فقط، وهو ما اعتبره الكثيرون صفقة رابحة لموهبة كييزا.
تعرضت الإدارة الرياضية ومدرب الفريق هانسي فليك لضغوط كبيرة، حيث رأى العديد من الأطراف في كييزا إضافة قوية لخط الهجوم، والذي كان بحاجة إلى عمق إضافي في ذلك الوقت.
إلا أن فليك تمسك برأيه، وفي قرار تعرض لانتقادات واسعة في حينه، رفض التعاقد مع كييزا. بالنسبة للمدرب الألماني، لم يكن كييزا يتناسب مع خطط لعبه أو الديناميكية التي كان يطمح إليها للفريق، الذي كان يضم بالفعل لاعبين مثل رافينيا، لامين يامال، وفيران توريس لشغل مركز الجناح.
كما أشار فليك إلى أن كييزا عانى من مشاكل بدنية في المواسم الأخيرة، مما يشكل مخاطرة كبيرة لبرشلونة الذي كان في حاجة للاستقرار والضمانات الهجومية.
في النهاية، انتقل كييزا إلى ليفربول، حيث كان من المتوقع أن يجد فرصة جديدة في مسيرته ويصبح عنصرًا مهمًا في الفريق الإنجليزي. لكن الأمور لم تسر كما كان متوقعًا.
منذ وصوله إلى “أنفيلد”، لم ينجح كييزا في كسب ثقة المدرب أرني سلوت، الذي لم يمنحه سوى دقائق قليلة في الدوري الإنجليزي الممتاز. تتابعت تبديلات كييزا، وكان أداؤه في الفرص المحدودة التي حصل عليها بعيدًا عن مستوى التوقعات، مما جعل مستقبله في ليفربول محل شك.
تحول هذا الانتقال، الذي كان يُنظر إليه على أنه فرصة لبرشلونة وليفربول، إلى فشل مُدوي. تشير التقارير في إنجلترا إلى أن كييزا قد يرحل عن ليفربول في سوق الانتقالات الشتوية، بعد أشهر قليلة فقط من انضمامه، في محاولة من النادي الإنجليزي لتقليل الخسائر وإفساح المجال في التشكيلة. ما كان يُعتبر فرصة لإعادة انطلاق مسيرته في دوري تنافسي أصبح كابوسًا بسبب قلة الدقائق وعدم اليقين حول مستقبله.
من جانبه، أثبت هانسي فليك أن رفضه التعاقد مع كييزا كان قرارًا حكيمًا. فقد أعطى المدرب الأولوية لتماسك الفريق وتجنب أي تشويش قد يطرأ على غرفة ملابس برشلونة. بذلك، تمكن النادي من تجنب استثمار غير مضمون في لاعب كان من الممكن أن يضيف عبئًا ماليًا إضافيًا في وقت كانت فيه الموارد المالية للنادي بحاجة إلى التوجيه الدقيق.
وفي النهاية، أثبتت الأيام صحة قرار فليك ورؤيته: كان التعاقد مع كييزا سيكون خطأ لبرشلونة، الذي يواصل حاليًا تقدمًا هجوميًا ثابتًا تحت إشراف المدرب الألماني.