لطالما كان تشافي هيرنانديز مدربًا ينظر إلى المستقبل بعين منطقية، حيث يتخذ قراراته بناءً على احتياجات الفريق على المدى الطويل.
في الموسم الماضي، كان المدرب واضحًا في تقييمه لوضع مهاجم الفريق روبرت ليفاندوفسكي، حيث أشار إلى أنه إذا استمر في منصبه كمدير فني، فإنه يجب على النادي أن يفكر بجدية في استبعاد النجم البولندي.
ورغم أن ليفاندوفسكي يمتلك مهارات فنية عالية، إلا أن تشافي اعتقد أن اللاعب لم يعد قادرًا على التكيف مع أسلوب لعب برشلونة، وخاصة في ما يتعلق بالضغط العالي الذي يُعد أحد الأسس الرئيسية في فلسفة المدرب.
لكن مع قدوم المدرب هانسي فليك إلى دكة بدلاء برشلونة، تغيرت الأمور. بدأ ليفاندوفسكي الموسم الجديد بشكل مميز، حيث سجل أهدافًا حاسمة وأظهر أنه لا يزال قادرًا على تقديم أداء مميز في ملعب كامب نو.
ومع ذلك، بدأ الوضع يتغير في الشهر الماضي، حيث تراجع أداء ليفاندوفسكي بشكل ملحوظ. أصبح من الواضح أن المهاجم يواجه صعوبة في الحفاظ على المستوى البدني والفني الذي يتطلبه أسلوب فليك.
في المباريات الأخيرة، أضاع ليفاندوفسكي العديد من الفرص السهلة وأظهر صعوبات واضحة في قيادة هجوم برشلونة. هذا الانخفاض في المستوى أثار قلقًا كبيرًا داخل الجهاز الفني، إضافة إلى إدارة النادي، وخاصة الرئيس خوان لابورتا.
كان لابورتا قد اختار في البداية الإبقاء على ليفاندوفسكي كمهاجم أساسي، لكنه بدأ الآن في إعادة النظر في هذا القرار. وفقًا لمصادر مقربة من النادي، يبدو أن لابورتا بدأ يراجع تحليلات تشافي هيرنانديز، الذي كان قد أصر في وقت سابق على ضرورة تجديد خط الهجوم والبحث عن مهاجم يتسم بالمرونة والقدرة على التكيف مع أسلوب برشلونة العصري.
مع بلوغ ليفاندوفسكي 36 عامًا، أصبحت مشاكله البدنية واضحة للعيان، مما أثر على أدائه الجماعي. افتقار اللاعب إلى النضارة البدنية والعجز عن الحفاظ على الكثافة في اللحظات الحاسمة أثرا بشكل كبير على نتائج الفريق في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا، مما وضع برشلونة في موقف صعب على الصعيدين المحلي والقاري.
في هذه الأثناء، بدأت إدارة برشلونة الرياضية، برئاسة ديكو، العمل على إيجاد بدائل مناسبة في سوق الانتقالات القادم. تم تداول أسماء مثل إيرلينغ هالاند وفيكتور جيوكيريس كخيارات لقيادة الهجوم مستقبلاً. إلا أن إتمام هذه الصفقات سيعتمد بشكل كبير على الإمكانيات المالية للنادي، التي تشهد تحديات كبيرة في الفترة الحالية.
في النهاية، يبدو أن الوقت قد أثبت صحة تقييم تشافي هيرنانديز، حيث أصبح الوضع الآن يتطلب من برشلونة اتخاذ قرارات حاسمة لضمان مستقبل الفريق والمنافسة على أعلى المستويات. وبينما كان تشافي قد حذر سابقًا من التحديات التي قد تواجه ليفاندوفسكي في أسلوب اللعب الذي يفضله، يظل مستقبل برشلونة مرتبطًا بقدرة النادي على التحرك بحكمة في سوق الانتقالات لضمان استمرارية التنافسية.